249
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

فَاجتَمَعَ النّاسُ، فَحَمِدَ اللّه‏َ وأَثنى عَلَيهِ ـ وذَكَرَ خُطبَتَهُ عليه‏السلام ـ.
ثُمَّ قالَ فيها:
أيُّهَا النّاسُ ! إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ، الثَّقَلُ الأَكبَرُ كِتابُ اللّه‏ِ عز و جل، طَرَفٌ بِيَدِ اللّه‏ِ عز و جل، وطَرَفٌ بِأَيديكُم فَتَمَسَّكوا بِهِ، وَالثَّقَلُ الأَصغَرُ عِترَتي أهلُ بَيتي، فَإِنَّهُ نَبَّأَنِيَ اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَإِصبَعَيَّ هاتَينِ ـ وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتَيهِ ـ ولا أقولُ كَهاتَينِ ـ وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتِهِ۱ وَالوُسطى ـ فَتَفضُلُ هذِهِ عَلى هذِهِ.۲

د ـ المَسجِدُ الحَرامُ

۹۰.تاريخ اليعقوبي: حَجَّ رَسولُ اللّه‏ِ حَجَّةَ الوَداعِ سَنَةَ عَشرٍ، وهِيَ حَجَّةُ الإِسلامِ... ووَقَفَ عِندَ زَمزَمَ، وأَمَرَ رَبيعَةَ بنَ اُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ فَوَقَفَ تَحتَ صَدرِ راحِلَتِهِ ـ وكانَ صَبِيّا ـ فَقالَ:
يا رَبيعَةُ ! قُل: يا أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ رَسولَ اللّه‏ِ يَقولُ: لَعَلَّكُم لا تَلقَونَني عَلى مِثلِ حالي هذِهِ وعَلَيكُم هذا، هَل تَدرونَ أيَّ بَلَدٍ هذا ؟ وهَل تَدرونَ أيَّ شَهرٍ هذا ؟ وهَل تَدرونَ أيَّ يَومٍ هذا ؟ فَقالَ النّاسُ: نَعَم ! هذَا البَلَدُ الحَرامُ، وَالشَّهرُ الحَرامُ، وَاليَومُ الحَرامُ.
قالَ: فَإِنَّ اللّه‏َ حَرَّمَ عَلَيكُم دِماءَكُم وأَموالَكُم، كَحُرمَةِ بَلَدِكُم هذا، وكَحُرمَةِ شَهرِكُم هذا، وكَحُرمَةِ يَومِكُم هذا، ألا هَل بَلَّغتُ ؟ قالوا: نَعَم، قالَ: اللّهُمَّ اشهَد....
ثُمَّ قالَ: لا تَرجِعوا بَعدي كُفّارا مُضِلّينَ، يَملِكُ بَعضُكُم رِقابَ بَعضٍ، إنّي قَد خَلَّفتُ فيكُم ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا: كِتابَ اللّه‏ِ وعِترَتي أهلَ بَيتي، ألا هَل

1.. في المصدر : «سبّابتيه» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .

2.. الإقبال : ج ۲ ص ۲۴۲ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۷۳ نحوه، بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۱۱۴ ح ۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
248

إنّي فَرَطُكُم۱، وإنَّكُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ، حَوضا عَرضُهُ ما بَينَ بُصرى۲ إلى صَنعاءَ۳، فيهِ قُدحانٌ عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ، ألا وإنّي مُخَلِّفٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ: الثَّقَلُ الأَكبَرُ القُرآنُ، وَالثَّقَلُ الأَصغَرُ عِترَتي أهلُ بَيتي، هُما حَبلُ اللّه‏ِ مَمدودٌ بَينَكُم وبَينَ اللّه‏ِ عز و جل، ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا، سَبَبٌ مِنهُ بِيَدِ اللّه‏ِ وسَبَبٌ بِأَيديكُم.
إنَّ اللَّطيفَ الخَبيرَ قَد نَبَّأَني أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَإِصبَعَيَّ هاتَينِ ـ وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتَيهِ ـ، ولا أقولُ كَهاتَينِ ـ وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتِهِ وَالوُسطى ـ فَتَفضُلُ هذِهِ عَلى هذِهِ۴.۵

۸۹.الإقبال: قالَ صاحِبُ كِتابِ النَّشرِ وَالطَّيِّ:... فَلَمّا كانَ في آخِرِ يَومٍ مِن أيّامِ التَّشريقِ۶، أنزَلَ اللّه‏ُ عَلَيهِ [رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله]: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ» إلى آخِرِها. فَقالَ عليه‏السلام: نُعِيَت إلَيَّ نَفسي، فَجاءَ إلى مَسجِدِ۷ الخَيفِ فَدَخَلَهُ ونادى: الصَّلاةَ جامِعَةً،

1.. فَرَطُكم : أي متقدِّمكم إليه النهاية : ج ۳ ص ۴۳۴ « فرط » .

2.. بُصرى : في موضعين بالضمّ والقصر ؛ أحدهما بالشام من أعمال دمشق . . . وبُصرى أيضا : من قرى بغداد قرب عكبراء معجم البلدان : ج۱ ص۴۴۱ .

3.. صنعاء : موضعان ؛ أحدهما قصبة باليمن وأحسن بلادها ، واُخرى قرية بالغوطة من دمشق راجع : معجم البلدان : ج۳ ص۴۲۶ .

4.. وقال في آخره : «أخبرنا بذلك عبد الواحد بن عبداللّه‏ بن يونس الموصلي ، قال : أخبرنا محمّد بن عليّ بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبداللّه‏ جعفر بن محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ عليه‏السلام ، قال : خطب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ... وذكر الخطبة بطولها وفيها هذا الكلام . وأخبرنا عبدالواحد بن عبداللّه‏ ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسن بن محبوب والحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبي عبداللّه‏ عليه‏السلام بمثله ، وأخبرنا عبدالواحد ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي حمزة الثُّمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلامبمثله» تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۱۲۹ ح ۶۱ .

5.. الغيبة للنعماني : ص ۴۲ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۱۲۹ ح ۶۱ .

6.. هي ثلاثة أيام تلي عيد النحر ، سُميّت بذلك من تشريق اللحم : وهو تقديده وبسطه في الشمس ليجفّ النهاية : ج۲ ص۴۶۴ «شرق» .

7.. في المصدر : « المسجد » ، وما أثبتناه من تفسير القمّي وهو الصحيح .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15355
صفحه از 485
پرینت  ارسال به