237
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

مسلم، عن أبي جعفر عليه‏السلام، قال:

لا تَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ظاهِرٍ.۱

ونظرا إلى صحّة هذا الحديث يواجهنا السؤل التالي: هل تعارض دلالته بقيّة الروايات؟ والجواب هو: لا؛ وذلك للأسباب التالية:

الأوّل: نُقل هذا النصّ بالسند نفسه في كتابين: الإمامة والتبصرة وعلل الشرائع، وذُكرت في نهايته عبارة: «ظاهر أو باطن»۲، وبناء على هذا يبدو حدوث سقط في نصّ بصائر الدرجات.

الثاني: أورد مؤّف بصائر الدرجات هذا النصّ أيضاً إلى جانب النصوص المشيرة إلى «إمام ظاهر وباطن»، والرواية التالية له تصرّح بوجود حجّة غائب۳، كما أنّ العنوان التالي أيضاً ينصّ على وجود حجّة دائم، حتّى لو وُجِد اثنان فقط على الأرض لكان أحدهما الحجّة.۴

الثالث: مؤلّف بصائر الدرجات رجل إماميّ ذو عقيدة خالصة في زمن الغيبة الصغرى، فطبيعيّ إذن ألاّ ينقل هذا الشخص نصّاً يخالف معتقداته المصرّح بها.

الرابع: مفهوم هذه الرواية هو أنّ الأرض باقية بالإمام الظاهر فقط، في حين مرّ الآن أكثر من ألف عام على غيبة الإمام وما زالت الدنيا على ما هي عليه.

الخامس: الأحاديث المشيرة إلى الإمام الظاهر والباطن أكثر بكثير وأقوى من النصّ الذي ذُكر فيه الإمام الظاهر بمفرده، وعليه تُقدّم المجموعة الأُولى على فرض تعارض النصوص.

1.. بصائر الدرجات: ص ۴۸۶ ح ۱۴.

2.. راجع: ج ۲ ص ۲۴۹ ح ۵۶۳ .

3.. راجع: بصائر الدرجات: ص ۴۸۶ ح ۱۵ وهذه الموسوعة: ج ۲ ص ۲۵۹ ح ۵۹۱ كمال الدين .

4.. راجع: بصائر الدرجات: ص ۴۸۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
236

قَد كانَتِ الأَرضُ وَلَيسَ فيها رَسولٌ وَلا نَبِيٌّ وَلا حُجَّةٌ وَذلِكَ بَينَ آدَمَ وَ نُوحٍ فِي الفَترَةِ، وَلَو سَأَلتَ هؤلاءِ عَن هذا لَقالوا: لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِنَ الحُجَّةِ، وَكذَبوا، إنَّما ذَلِكَ شَيءٌ بَدا للّه‏ِِ فيهِ، «فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنذِرِينَ»، وَقَد كانَ بَينَ عيسى وَمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَترَةٌ مِنَ الزَّمانِ وَلَم يَكُن فِي الأَرضِ نَبِيٌّ وَلا رَسولٌ وَلا عالِمٌ، فَبَعَثَ اللّه‏ُ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بَشيراً وَنَذيراً وَداعِياً إِلَيهَ.۱

وأجاب العلاّمة المجلسيّ عن الدلالة الظاهريّة لهذا الحديث، فقال:

لعلّ المراد عدم الحجّة والعالم الظاهرين؛ لتظافر الأخبار بعدم خلوّ الأرض من حجّة قطّ.۲

وعلى فرض عدم التسليم بهذا التبرير، فلم تثبت نسبة الحديث المذكور إلى الإمام عليه‏السلام ؛ لأنّه ورد في كتاب الأُصول الستّة عشر، ولم تثبت صحّة نسبته إلى مؤّفيه، إضافة إلى عدم توثيق راوي هذا الحديث وهو زيد النرسي، وعلى فرض التسليم بسند الحديث، فلا يمكن أن يعارض نصّه الأحاديث الصحيحة والمشهورة والمقبولة لدى المحدّثين والعلماء كما رأينا.

۲. حديث أنّ بقاء الأرض مَنوط بالإمام الظاهر

صُرّح في كثير من الأحاديث السابقة۳ أو اللاحقة۴ بأنّ بقاء نظام الأرض مرهون بوجود إمام ظاهر أو باطن، وعبارة «أو باطن» فُقدت من حديث واحد فقط، وهو ما جاء في بصائر الدرجات بالنصّ الآتي:

حدّثنا محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب والحجّال، عن العلا، عن محمّد بن

1.. الأُصول الستّه‏عشر كتاب زيد النرسي: ص ۱۹۷ ح ۱۶۹، بحار الأنوار: ج ۴ ص ۱۲۲ ح ۶۸.

2.. بحار الأنوار: ج ۴ ص ۱۲۲.

3.. راجع: ص ۲۲۲ (الحجة إمّا ظاهر مشهور أو مستتر مغمور).

4.. راجع: ج ۲ ص ۲۴۹ (القسم الثالث / الفصل الثالث: بركات الإمام الغائب التكوينيّة).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15596
صفحه از 485
پرینت  ارسال به