مسلم، عن أبي جعفر عليهالسلام، قال:
لا تَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ظاهِرٍ.۱
ونظرا إلى صحّة هذا الحديث يواجهنا السؤل التالي: هل تعارض دلالته بقيّة الروايات؟ والجواب هو: لا؛ وذلك للأسباب التالية:
الأوّل: نُقل هذا النصّ بالسند نفسه في كتابين: الإمامة والتبصرة وعلل الشرائع، وذُكرت في نهايته عبارة: «ظاهر أو باطن»۲، وبناء على هذا يبدو حدوث سقط في نصّ بصائر الدرجات.
الثاني: أورد مؤّف بصائر الدرجات هذا النصّ أيضاً إلى جانب النصوص المشيرة إلى «إمام ظاهر وباطن»، والرواية التالية له تصرّح بوجود حجّة غائب۳، كما أنّ العنوان التالي أيضاً ينصّ على وجود حجّة دائم، حتّى لو وُجِد اثنان فقط على الأرض لكان أحدهما الحجّة.۴
الثالث: مؤلّف بصائر الدرجات رجل إماميّ ذو عقيدة خالصة في زمن الغيبة الصغرى، فطبيعيّ إذن ألاّ ينقل هذا الشخص نصّاً يخالف معتقداته المصرّح بها.
الرابع: مفهوم هذه الرواية هو أنّ الأرض باقية بالإمام الظاهر فقط، في حين مرّ الآن أكثر من ألف عام على غيبة الإمام وما زالت الدنيا على ما هي عليه.
الخامس: الأحاديث المشيرة إلى الإمام الظاهر والباطن أكثر بكثير وأقوى من النصّ الذي ذُكر فيه الإمام الظاهر بمفرده، وعليه تُقدّم المجموعة الأُولى على فرض تعارض النصوص.