متعدّدة۱، عُهدت إليهم الهداية الظاهريّة أو الباطنيّة۲ لمن يبحث عن الحقّ، وآخر حجّة إلهيّة قبل بعثة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله هو خالد بن سنان العبسيّ۳ الذي التقى الرسول بابنته، وقال الإمام الصادق عليهالسلام بشأنه:
إنَّهُ كانَ بَينَ النبيِّ صلىاللهعليهوآله وعِيسى عليهالسلام، وَ لَم يَكن بَينَهُما فَترَةٌ.۴
وبناء على ذلك، لا يتعارض عهد فترة الرسل مع استمرار الإمامة والهداية الإلهيّة الباطنيّة بتوسّط إمام غائب أو إمام ظاهر لايتمكّن الناس من الوصول إليه. كما أنّ الزمن الفاصل بين وفاة إمام إلى ثبوت إمامة الإمام التالي له، تسمّى عهد الفترة وفقاً لما جاء في بعض الأحاديث۵. وسمّى الإمام الصادق عليهالسلام زمن غيبة الإمام المهديّ المنتظر عليهالسلام بعهد فترة الأئمّة:
الَّذي يَملَؤا عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً، لَعَلى فَترَةٍ مِنَ الأَئِمَةِ يَأتي كَما أنَّ النَّبِيَّ بُعِثَ عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ.۶
تنبيه
الملاحظة التي تستوقفنا هنا حديث منقول عن الإمام الصادق عليهالسلام يُستشفّ من ظاهره نفي وجود أيّ حجّة خلال عصر الفترة، جاء فيه:
زيد عن محمّد بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام، قال: قُلتُ لَهُ: كانَتِ الدُّنيا قَطُّ مُنذُ كانَت وَ لَيسَ فِي الأَرضِ حُجَّةٌ؟ قالَ:
1.. راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام: ص ۳۶۹ القسم الثالث / الفصل الأوّل : أحاديث الوصاية .
2.. راجع: كمال الدين: ص ۱۶۱ ح ۱۹ ـ ۲۰، بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۳۴۷ ح ۶ و ۷.
3.. ورد في بعض الأحاديث أنّه ليس نبيّاً، إلاّ أنّ العلاّمة المجلسي يرى بأنّ الأحاديث الدالّة على نبوّته أقوى وأكثر راجع: بحار الأنوار: ج۱۴ ص۴۵۱ .
4.. قصص الأنبياء: ص ۲۷۷ ح۳۳۴، بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۴۵۰ ح۲.
5.. الغيبة للنعماني: ص ۱۵۸ ح ۲، بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۱۳۲ ح ۳۷.
6.. الغيبة للنعماني: ص ۱۸۶ ح ۳۸، بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۳۹ ح ۱۸ .