233
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

وسيقاتلون في سبيل عدم تحريف الدين.۱

وبالتمعّن في الأحاديث المشار إليها وملاحظتها مع الآيات الدالّة على استمرار الهداية الإلهيّة في جميع العصور، ومع حديث الثقلين۲ والأحاديث الأُخرى، نصل إلى النتيجة التالية:

أوّلاً: «الإمام» و«الحجّة» و«العالم» في جميع الأحاديث المذكورة هو الهادي في الآية السابعة من سورة الرعد، وفي الحقيقة أنّ هذه الأحاديث جاءت مفسّرة ومبيّنة للآية المذكورة ونظائرها من الآيات، وكلّ اسم من تلك الأسماء يشير إلى سمة وميزة للهادي والمرشد الإلهيّ في كلّ عصر.

ثانيا: المرشدون الإلهيّون الذين يُعدّ وجودهم ضروريّاً واحداً بعد الآخر، هم الأنبياء وخلفاؤهم.

ثالثا: المرشدون الإلهيّون بعد خاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى يوم القيامة هم أهل بيته عليهم‏السلام، ويدلّ على ذلك أحاديث هذا الفصل والفصول الثلاثة التالية له.

رابعا: يمكن للمرشد الإلهيّ ـ بناء على عدّة مصالح ـ أن يغيب عن أنظار الناس في بعض المراحل التاريخيّة، وحينئذٍ على الرغم من افتقاد المجتمع لقسم من فوائد وجود الإمام، إلاّ أنّه سيحظى ببركاته التكوينيّة إلى وقت ظهوره.

أدلّة نفي استمراريّة الإمامة ونقدها

الإمامة والزعامة الإلهيّة مستمرّة في جميع العصور، ولن تخلو الأرض من حجّة إلهيّة أبداً استناداً إلى النتيجة السابقة التي تقتضيها الأحاديث الصحيحة وتؤّدها بعض آيات القرآن الكريم، ولكن وقفت في مقابل تلك الآيات والأحاديث، نصوص أُخرى يدلّ ظاهرها على

1.. راجع: ص ۲۲۹ (في كلّ خلف عدل عالم من أهل بيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله).

2.. راجع: ص ۲۳۹ (الفصل الثاني: حديث الثقلين).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
232

العصور هو عدم خلوّ المجتمع البشريّ من مرشد إلهيّ: الرسول أو خليفته.

وفي وسعنا تقسيم الأحاديث الصحيحة المساندة لهذا المعنى إلى عدّة مجموعات:

الأُولى: الأحاديث الدالّة على أنّ الأرض لم تخلُ من إمام منذ أن خُلق آدم أبو البشر حتّى الآن، ومادام إنسان يعيش عليها فالإمامة متواصلة.۱

الثانية: الأحاديث المؤّدة لضرورة استمرار الحجّة الإلهيّة في كلّ العصور، والمصرّحة بأنّ حجّة اللّه‏ كان قبل البشر ومعهم وسيبقى بعدهم.۲

الثالثة: الأحاديث المؤّدة لضرورة استمرار حضور العالم والمرشد الإلهيّ في جميع العصور.۳

الرابعة: الأحاديث المشيرة إلى الحكمة والفلسفة التشريعيّة والتكوينيّة من وجود الإمام، مع تأكيدها لضرورة وجود إمام وحجّة وعالم إلهيّ.۴

الخامسة: الأحاديث المؤّدة أنّ الإمام والحجّة الإلهيّة ظاهر حيناً ومخفيّ حيناً آخر.۵

السادسة: الأحاديث المشبّهة لأهل بيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بنجوم السماء كلّما غاب منها نجم طلع آخر۶، وكذلك المنوّهة بأنّ أهل البيت عليهم‏السلام سيُضيؤون العالم حتّى مشارف يوم القيامة. ولبعض هذه الأحاديث إشارة محدّدة إلى الإمام المهديّ عليه‏السلام.۷

السابعة: الأحاديث الدالّة على أنّ أهل بيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أساس العدل في جميع العصور،

1.. راجع: ص ۲۰۳ (لا تخلو الأرضُ من أئمّة الهدى عليهم‏السلام).

2.. راجع: ص ۲۱۷ لا تخلو الأرض من حجّة.

3.. راجع: ص۲۱۴ ح۳۳ الكافي و ص۲۱۵ ح۳۷ (مختصر بصائر الدرجات).

4.. راجع: موسوعة معارف الكتاب والسنّة : ج ۴ ص ۱۶۳ الفصل الرابع : حكمة الإمامة .

5.. راجع: ص ۲۲۲ (الحجّة إمّا ظاهر مشهور أو مستتر مغمور).

6.. راجع: ص ۲۲۴ كلّما غاب نجم طلع نجم.

7.. راجع: ص ۲۲۲ (الحجّة إمّا ظاهر مشهور أو مستتر مغمور).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15344
صفحه از 485
پرینت  ارسال به