231
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

بحث عن استمرار الإمامة في جميع العصور

يُستقى من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة التي بلغتنا عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأهل بيته عليهم‏السلام، أنّ سنّة اللّه‏ تعالى هي إرسال مرشد ليأخذ بيد الإنسان إلى الفلاح في العصور كافّة، ولم تخلُ الأرض قطّ ولن تخلو من مرشد يدلّ الناس على طريق الحياة القويم. ذكر القرآن الكريم ذلك بصراحة إذ قال:

«وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلا خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ».۱

«وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكرُونَ».۲

وخاطب رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال:

«إنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكلِّ قَوْمٍ هَادٍ».۳

هذه الآيات تدلّ بوضوح على أنّ هداية الناس ومختلف الجوامع البشريّة سنّة إلهيّة قطعيّة في نظام الخليقة، غاية ما في الأمر أنّ مرشدي اللّه‏ تعالى قد يكونون حيناً أنبياءه ومؤّسي الشرائع، ويُسمّى كلّ واحدٍ منهم بالنذير والمنذر، ويكونون حيناً آخر مواصلين لمسيرة الأنبياء ويُسمّى كلّ واحدٍ منهم بالهادي. وما نعنيه باستمرار الإمامة في جميع

1.. فاطر: ۲۴.

2.. القصص: ۵۱.

3.. الرعد: ۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
230

عَن آبائِهِ عليهم‏السلام، أنَّ النَّبِيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قالَ:
في كُلِّ خَلَفٍ مِن اُمَّتي عَدلٌ مِن أهلِ بَيتي يَنفي عَن هذَا الدّينِ تَحريفَ الغالينَ، وَانتِحالَ المُبطِلينَ، وتَأويلَ الجُهّالِ. وإنَّ أئِمَّتَكُم وَفدُكُم إلَى اللّه‏ِ، فَانظُروا مَن توفِدونَ في دينِكُم وصَلاتِكُم.۱

۷۰.الكافي: مُحَمَّدُ بنُ يَحيى، عَن أحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عيسى، عَن مُحَمَّدِ بنِ خالِدٍ، عَن أبِي البَختَرِيِّ، عَن أبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام قالَ:
إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ، وذاكَ أنَّ الأَنبِياءَ لَم يورِثوا دِرهما ولا دينارا، وإنَّما أورَثوا أحاديثَ مِن أحاديثِهِم، فَمَن أخَذَ بِشَيءٍ مِنها فَقَد أخَذَ حَظّا وافِرا، فَانظُروا عِلمَكُم هذا عَمَّن تَأخُذونَهُ، فَإِنَّ فينا أهلَ البَيتِ في كُلِّ خَلَفٍ عُدولاً، يَنفونَ عَنهُ تَحريفَ الغالينَ، وَانتِحالَ المُبطِلينَ، وتَأويلَ الجاهِلينَ.۲

۷۱.كمال الدين: بِهذَا الإِسنادِ۳، عَن عَلِيِّ بنِ مَهزِيارَ، عَن حَمّادِ بنِ عيسى، عَن رِبعِيٍّ، عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسارٍ، قالَ: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّه‏ِ وأبا جَعفَرٍ عليهماالسلام يَقولانِ:
إنَّ العِلمَ الَّذي اُهبِطَ مَعَ آدَمَ لَم يُرفَع، وَالعِلمُ يُتَوارَثُ، وكُلُّ شَيءٍ مِنَ العِلمِ وآثارِ الرُّسُلِ وَالأَنبِياءِ لَم يَكُن مِن أهلِ هذَا البَيتِ فَهُوَ باطِلٌ، وإنَّ عَلِيّا عليه‏السلام عالِمُ هذِهِ الاُمَّةِ، وإنَّهُ لَم يَمُت مِنّا عالِمٌ إلاّ خَلَفَ مِن بَعدِهِ مَن يَعلَمُ مِثلَ عِلمِهِ، أو ما شاءَ اللّه‏ُ.۴

1.. قرب الإسناد : ص ۷۷ ح ۲۵۰ بسند معتبر، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۳۰ ح ۴۶ .

2.. الكافي : ج ۱ ص ۳۲ ح ۲ ، بصائر الدرجات : ص ۱۰ ح ۱ ، الاختصاص : ص ۴ ، منية المريد : ص ۳۷۲ ، الفصول المختارة : ص ۳۲۵ نحوه، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۹۲ ح ۲۱ .

3.. أي : أبي ، عن سعد بن عبداللّه‏ وعبداللّه‏ بن جعفر الحميري ، قالا : حدّثنا إبراهيم بن مهزيار .

4.. كمال الدين : ص ۲۲۳ ح ۱۴ بسند معتبر، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۳۹ ح ۷۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15225
صفحه از 485
پرینت  ارسال به