بحث عن استمرار الإمامة في جميع العصور
يُستقى من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة التي بلغتنا عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام، أنّ سنّة اللّه تعالى هي إرسال مرشد ليأخذ بيد الإنسان إلى الفلاح في العصور كافّة، ولم تخلُ الأرض قطّ ولن تخلو من مرشد يدلّ الناس على طريق الحياة القويم. ذكر القرآن الكريم ذلك بصراحة إذ قال:
«وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلا خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ».۱
«وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكرُونَ».۲
وخاطب رسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله فقال:
«إنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكلِّ قَوْمٍ هَادٍ».۳
هذه الآيات تدلّ بوضوح على أنّ هداية الناس ومختلف الجوامع البشريّة سنّة إلهيّة قطعيّة في نظام الخليقة، غاية ما في الأمر أنّ مرشدي اللّه تعالى قد يكونون حيناً أنبياءه ومؤّسي الشرائع، ويُسمّى كلّ واحدٍ منهم بالنذير والمنذر، ويكونون حيناً آخر مواصلين لمسيرة الأنبياء ويُسمّى كلّ واحدٍ منهم بالهادي. وما نعنيه باستمرار الإمامة في جميع