199
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ولا تيقّن بحتميّة مصداق واحد منها.

خلاصة القول

ينبغي أن يكون محور اهتمام البحوث المتعلّقة بموضوع العقيدة المهدويّة هو الثبات على الأُصول الاعتقاديّة المطروحة، حيث يمثّل هذا النوع من البحوث دور المحكمات في العقيدة المذكورة، والاعتقاد بها هو مقتضى التشيّع الاثني عشريّ أو الإسلام. أمّا البحوث التاريخيّة أو التنبّؤت فهي غير ضروريّة أو غير واجبة كالاعتقادات، وهي ليست ملاك الإيمان أو التديّن في الإيمان الديني والمذهبي، ومع ذلك قد تكون من القوّة والوثوق في بعض الحالات بحيث تقود الباحث إلى اليقين.

وعلى كلّ حال، فالاطّلاع على هذه البحوث يفضي بالمؤن لأن يكون على بصيرة حيال المستقبل، وينقذه من الوقوع في فتن آخر الزمان، ويجعله يفرّق بين المدّعين الكذّابين ودعاة الحقّ الصادقين.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
198

التقارير عن الموضوع حتّى ما تعلّق منها بمصادر متباينة عن بيان واحد في التعليقات التاريخيّة؛ ولهذا قيّمت أسناد كلّ الروايات وفقاً للأُصول الرجاليّة المشهورة لدى علماء الشيعة، وذُكرت الروايات المعتبرة في الهامش.

وطبيعيّ أن توجد روايات أقوى في البحوث الأصليّة الاعتقاديّة، في حين يقلّ عدد الأحاديث صحيحة السند في الموضوعات التاريخيّة.

الثالثة: يعكس بحث الشبهات والإشكالات التي يطرحها المخالفون أنّ جلّها متوجّه إلى البحوث التاريخيّة عن الإمام المهديّ عليه‏السلام بنحو يصوّرها على أنّها غريبة ومستبعدة. وهذه الشبهات الجزئيّة تتعلّق بالبحوث الفرعيّة للعقيدة المهدويّة، ولا تُلحق ضرراً بأصل الاعتقاد بالإمام المهديّ عليه‏السلام على أنّه المنقذ الموعود.

الرابعة: ينبغي طرح الشبهات التاريخيّة والاعتقاديّة المتعلّقة بأيّ فكر وفقاً للأُسس والأُصول والمعايير المهيمنة على ذلك الفكر، في حين أنّ أغلب الشبهات التي طرحها أهل السنّة والمستشرقون في موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام لايستقي من الأُصول المعرفيّة للمذهب الشيعيّ.

الخامسة: تمكّنت الدراسات التاريخيّة المستقبليّة ـ وهي من البحوث الفرعيّة للعقيدة المهدويّة ـ من استقطاب اهتمام الجماهير، ومع هذا فلها مشاكلها الخاصّة؛ لأنّ تحليل بعض التنبّؤت غير ممكن بالنحو المتعارف، وربّما يتطلّب تحليلها اللجوء إلى التأويل، مثل: طلوع الشمس من المغرب.۱

إضافة إلى أنّ التنبّؤت التاريخيّة يُمكِنها حيازة مصاديق متعدّدة على مرّ التاريخ، مثل: اقتران يوم الجمعة بعاشوراء، حيث طرحته بعض النصوص على أنّه من علامات الظهور،

1.. فمثلاً حمل الملاّ صدرا الشيرازي روايات طلوع الشمس من المغرب في مشارف الظهور على طلوع العلم من مغرب الأرض راجع: جنگ ملاّ صدرا «بالفارسيّة»: ص۱۰۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15552
صفحه از 485
پرینت  ارسال به