193
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

بحوث اعتقاديّة ثانويّة تُعدّ جزءاً من الأركان الاعتقاديّة.

أمّا عقيدة أهل السنّة فتشترك مع الشيعة في كثير من الموارد، وتنصّ على أنّ منقذ آخر الزمان من ولد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأبناء فاطمة الزهراء؛ يقوم بالأمر في آخر الزمان، وتسود به العدالة في العالم، وقد ارتضوا هذه العقيدة كموضوع مسلّم به كبقيّة العقائد الدينيّة الأُخرى استناداً إلى الأحاديث الوفيرة لدى أهل السنّة في موضوع البحث.

ومع ذلك تتباين المنزلة الاعتقاديّة لهذ الموضوع في الفكر السنّي عنه في الشيعيّ، فنظراً لعدم اعتقاد أغلب أهل السنّة بأنّ الإمامة منزلة ومنصب إلهيّ۱، فلا يُعتبر موضوع الإمام المهديّ عندهم من البحوث الاعتقاديّة الخاصّة.

إنّ الإمامة برأي أهل السنّة منصب دنيويّ؛ يعني الحكومة في الشعب والمجتمع، ولايشترطون العدالة في الحاكم على الرغم من أنّها أمر ضروريّ لزعماء المجتمع، ولا يشترطون سمات خاصّة كأساس لتمييز الحكّام والزعماء في المجتمع عن الناس العاديّين.

خصائص الموضوعات الاعتقاديّة في الدراسات المهدويّة

تُعدّ العقيدة المهدويّة في الفكر الشيعيّ من البحوث الاعتقاديّة ذات السمات الخاصّة، فإنكار البحوث الأصليّة للعقيدة المذكورة ـ والتي أشرنا إليها سابقاً ـ يعدّ إنكاراً لجزء من أركان التشيّع (أي الإمامة)، ويُفضي إلى إخراج منكره من انتمائه إلى الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة.

تثبت الأُصول والأركان الاعتقاديّة للعقيدة المهدويّة بالأدلّة النقليّة المحكمة والقاطعة التي عرضتها المصادر الشيعيّة القديمة ذات الاستشهادات الباعثة على الاطمئنان وغير القابلة لأيّ نوع من التأويل أو التبرير، هذه الأدلّة نقليّة ومتواترة وقطعيّة، ولهذا يمكن عدّها

1.. نوّهنا سابقاً بأنّ الاعتقاد بإمامة أهل البيت كمنصب إلهيّ لايشتمل على مفهوم الخلافة والحكومة، له حضور دائم بين متصوّفة أهل السنّة وعرفائهم راجع: تاريخ تشيّع در ايران «بالفارسيّة»: ص۸۴۰، مقاله «سنّيان دوازده امامى».


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
192

أوّلاً: الأُطروحات الاعتقاديّة للبحوث المهدويّة

تحتاج أركان البحوث الاعتقاديّة إلى إتقان واستحكام خاصّين، وتأسيسٍ على القواعد العقليّة والنقليّة الخاصّة، وبأُسلوب استدلاليّ.

وفيما يلي نذكر الأركان والأُصول الاعتقاديّة للإمامة في الفكر الشيعيّ الّتي يجب أن تدوّن بالأُسلوب الكلاميّ المذكور أعلاه:

۱ ـ الإمامة بمنزلة استمرار للنبوّة (الحجّة الإلهيّة).

۲ ـ السمات الخاصّة بالأئمّة (وبخاصّة العلم والعصمة).

۳ ـ التنصيب الإلهيّ بصفته العامل الوحيد المثبت للإمامة.

۴ ـ تعيين محدّد لاثني عشر إماماً بدون نقص وزيادة.

۵ ـ تعريف الناس وإبلاغهم بكلّ إمام معصوم النصّ الخاصّ للمعصومين السابقين عليهم‏السلام.

ولموضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام في منظومة الفكر الشيعيّ بحوث اعتقاديّة خاصّة إضافة إلى ما ذكرناها، هي:

۶ ـ إثبات المنقذ الموعود.

۷ ـ الاعتقاد بالمنقذ الشخصيّ (في مقابل الاعتقاد بالمنقذ النوعيّ).

۸ ـ تعيين الإمام م‏ح‏م‏د بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، بصفته المهديّ الموعود.

۹ ـ ولادة الإمام المهديّ عليه‏السلام في عهد الإمام الحسن العسكريّ عليه‏السلام.

۱۰ ـ غيبة الإمام المهديّ عليه‏السلام ثمّ ظهوره بعد عصر الغيبة.

۱۱ ـ حتميّة الثورة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام.

۱۲ ـ انتشار العدل والإنصاف في العالم بعد ثورة الإمام المهديّ عليه‏السلام.

تمثّل الموضوعات الاثني عشر المذكورة أركان البحوث المهدويّة في الفكر الشيعيّ، وتشكّل البنية التحتيّة الاعتقاديّة الخاصّة بالشيعة. وإضافة إلى البحوث الأصليّة توجد

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15330
صفحه از 485
پرینت  ارسال به