المحور الثاني عشر

الأُطروحات الاعتقاديّة والتاريخيّة للعقيدة المهدويّة

العقيدة المهدويّة من التعاليم الإسلاميّة المهمّة التي سلّمت بها مذاهب إسلاميّة مختلفة استناداً إلى أحاديث عديدة عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأئمّة أهل البيت عليهم‏السلام، واعتبروها نوعاً من الإيمان بالغيب لايمكن تحصيله إلاّ عن طريق الأدلّة النقليّة.

ولكنّ البحوث المنضوية تحت العقيدة المذكورة لها حسب التصنيف الموضوعيّ زوايا مختلفة، يمثّل كلّ منها وجهة نظرٍ في القضيّة وطرق إثباتها وإحرازها من ناحية تختلف عن الأُخرى.

ويكتسب موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام من منظار شيعة أهل البيت عليهم‏السلام جنبة اعتقاديّة؛ لأنّه جزء من بحوث الإمامة، كما يعدّ موضوعاً تاريخيّاً لحيثيّته التاريخيّة التوقيتيّة، ولهذا يمتاز البحث في الموضوع ـ مثل سائر البحوث في مجال الإمامة والنبوّة ـ بحيثيّتين: اعتقاديّة وتاريخيّة، وتتضمّن كلّ واحدة منهما بحوثاً أصليّة وفرعيّة.

وتشمل البحوث الأصليّة الاعتقاديّة موضوعات العقيدة المبنائيّة، وتتباين في ماهيّتها مع البحوث الأُخرى، ولهذا من المناسب توضيح الأُطروحات المتعلّقة بكلّ فرع وأوجه امتيازها على الفروع الأُخرى، وخصائص كلّ مجموعة.

حتّى في عهود الأئمّة السابقين أيضاً.

خامسا: جُمعت هذه البراهين الذوقيّة وأُعدّت وفقاً لاهتمامات الشيعة، وليس لها أساس أو معيار عقليّ أو عقلائيّ لايمكن الطعن فيه، ولهذا لا تفرض إلزاماً عقليّاً على الفلاسفة والمتكلّمين غير الشيعة.

سادسا: يمكن اعتبار بعض البراهين داعمة للأدلّة النقليّة بإغماض النظر والتسامح، ويستَدلّ بها إلى جانب الروايات.

سابعا: الأساس الأصليّ في إثبات إمامة الإمام المهديّ عليه‏السلام والمهدويّة الشخصيّة، هي الأدلّة النقليّة المتقنة والمتواترة التي ذُكرت وبُحثت بالتفصيل في هذه الموسوعة.