۱۳. برهان التجلّي الأعظم
كلّ اسم يقتضي تجلّياً مخصّصاً به في العالم وفقاً للمبادئ العرفانيّة، وللاسم الأعظم أكمل تجلٍّ من بين الأسماء؛ وهو الإنسان الكامل والمعصوم، ومصداقه في الوقت الحاضر الإمام المهديّ عليهالسلام.
وهذا البرهان يرجع إلى البرهان السابق، وتشمله الإشكالات التي وجّهناها إليه.
۱۴. برهان التقابل بين الأُلوهيّة والعبوديّة
للّه سبحانه وتعالى أُلوهيّة كاملة، وبمقتضى التقابل بين الأُلوهيّة والعبوديّة وضرورة التناسب بينهما، ينبغي تجلّي أكمل عبدٍ في العبوديّة في كلّ زمان، ومصداقه المعصوم، وفي وقتنا الحاليّ هو الإمام المهديّ عليهالسلام.
وهذا البرهان ذوقيّ قبل أن يكون عقليّاً؛ لأنّه لو كان الإله والمعبود كاملاً ومنزّهاً من النقص، فالعقل لا يرى ضرورةً لأن يكون العابد كاملاً ومنزّهاً أيضاً.
النتيجة
نقول في الاستنتاج من مجموع البراهين غير النقليّة السابقة:
أوّلاً: أشرنا في بيان كلّ واحد من البراهين إلى أنّها لا تفي بإثبات المنقذ الشخصيّ، بل وإثبات المنقذ النوعيّ أيضاً.
ثانيا: لوتساهلنا مع بعض البراهين واعتبرناها كافية في إثبات الموعود النوعيّ، فلا دلالة فيها على إثبات الإمام المهديّ عليهالسلام بصفته منقذاً موعوداً.
ثالثا: ليس في وسع أيّ برهان من تلك البراهين تبرير غيبة الإمام المهديّ عليهالسلام، وغاية ماتفعله هو إثبات إمام حاضر.
رابعا: بعض البراهين ناظرة إلى إمام مبسوط اليد، في حين أنّ بسطاً لليد كهذا لم يتحقّق