189
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

۱۳. برهان التجلّي الأعظم

كلّ اسم يقتضي تجلّياً مخصّصاً به في العالم وفقاً للمبادئ العرفانيّة، وللاسم الأعظم أكمل تجلٍّ من بين الأسماء؛ وهو الإنسان الكامل والمعصوم، ومصداقه في الوقت الحاضر الإمام المهديّ عليه‏السلام.

وهذا البرهان يرجع إلى البرهان السابق، وتشمله الإشكالات التي وجّهناها إليه.

۱۴. برهان التقابل بين الأُلوهيّة والعبوديّة

للّه‏ سبحانه وتعالى أُلوهيّة كاملة، وبمقتضى التقابل بين الأُلوهيّة والعبوديّة وضرورة التناسب بينهما، ينبغي تجلّي أكمل عبدٍ في العبوديّة في كلّ زمان، ومصداقه المعصوم، وفي وقتنا الحاليّ هو الإمام المهديّ عليه‏السلام.

وهذا البرهان ذوقيّ قبل أن يكون عقليّاً؛ لأنّه لو كان الإله والمعبود كاملاً ومنزّهاً من النقص، فالعقل لا يرى ضرورةً لأن يكون العابد كاملاً ومنزّهاً أيضاً.

النتيجة

نقول في الاستنتاج من مجموع البراهين غير النقليّة السابقة:

أوّلاً: أشرنا في بيان كلّ واحد من البراهين إلى أنّها لا تفي بإثبات المنقذ الشخصيّ، بل وإثبات المنقذ النوعيّ أيضاً.

ثانيا: لوتساهلنا مع بعض البراهين واعتبرناها كافية في إثبات الموعود النوعيّ، فلا دلالة فيها على إثبات الإمام المهديّ عليه‏السلام بصفته منقذاً موعوداً.

ثالثا: ليس في وسع أيّ برهان من تلك البراهين تبرير غيبة الإمام المهديّ عليه‏السلام، وغاية ماتفعله هو إثبات إمام حاضر.

رابعا: بعض البراهين ناظرة إلى إمام مبسوط اليد، في حين أنّ بسطاً لليد كهذا لم يتحقّق


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
188

أخباراً ورسائل كثيرة كلّها بخطّ وأُسلوب وإنشاء واحد على الرغم من بلوغها عبر أربعة أشخاص في طول بعضهم (واحدا بعد واحد)، وهذا الموضوع مسلّم به ومجمع عليه، ولكن من جهة أُخرى ليس من المقبول عقليّاً أن يُطرح موضوعٌ كاذب مدّة سبعين عاماً ولم يواجَه بأيّ إشكال وشكّ وشبهة، إذن سيثبت بحساب الاحتمالات أنّ احتمال كذب الموضوع ليس ممّا يعُتنى به.۱

وهذا الدليل غير تامّ أيضاً ؛ لأنّ كثيراً من الأكاذيب سادت قروناً واعتقدت بها الشعوب، مثل: الاعتقاد بأنّ الأرض محور للكون تدور حوله الشمس وسائر الكواكب. إضافة إلى ذلك وُجدت الشبهات والإشكالات لدى غير الشيعة الذين لم يُسلّموا بمدّعاهم.

كما أنّ هذا الدليل لا يثبت ضرورة الإمام الغائب، بل يثبت صحّة الروايات على فرض وجودها في هذا المجال، وفي الواقع هو لايدعم إلاّ الدليل النقليّ.

۱۲. برهان المظهر الشامل

وضّح ابن عربي سبب تجلّي اللّه‏ تعالى بأنّه أراد أن يرى نفسه في الكون بالمظهر الجامع لأنواع الكمال قاطبة۲. وبناء على ذلك لابدّ من وجود إنسان كامل في كلّ زمان، ومصداقه الإمام المعصوم.

غير أنّ هذا البرهان يفوز بتأييد من يؤن بالمبادئ العرفانيّة كنظريّة العلّة والتجلّي والغرض منه. ويمكن القول إضافة إلى ذلك: إنّ غرض اللّه‏ تعالى يتحقّق حتّى بتحقّق إنسان كامل واحد، ولا ضرورة لتكرارها، إلاّ إذا قلنا بأنّ التكرار غرض للّه‏ أيضاً، وعندئذٍ ينبغي إقامة الدليل على ذلك.

1.. راجع: نور مهدي بالفارسيّة: ص ۴۱ ـ ۳۶ مقالة «سخني بيرامون حضرت مهدي عليه‏السلام» شهيد صدر .

2.. راجع: فصوص الحكم، فصّ الحكمة الإلهيّة في الكلمة الآدميّة .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15551
صفحه از 485
پرینت  ارسال به