187
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ويلاحظ على هذا البرهان أنّه عندما يكون الاستقراء تامّاً فسيحدث في كلّ زمان ومكان، ولو فرضنا أنّه كان كذلك في كلّ الأزمنة ـ وهو ليس كذلك، أو أنّه لا يمكن إثباته ـ فالمستقبل لم يُستقرأ بعد، ولايمكن تعميم حكم الماضي على المستقبل بدون مبرّر، إلاّ بالاستناد إلى روايات وجود الحجّة في كلّ زمان.

۱۰. برهان رئيس المدينة الفاضلة .لزوم العقل بالفعل.

يعتقد الفارابي أنّ رئيس المدينة الفاضلة يجب أن يكون إنساناً كاملاً، والإنسان الكامل هو من تفعّل عقله واتّصل بالعقل الفاعل۱، ومصداق، إنسان كهذا هو الإمام المعصوم الذي ينطبق على الإمام المهديّ عليه‏السلام في زماننا.

ويمكن طرح هذا البرهان وفقاً للفكر الدينّي بالنحو الآتي:

نحن بحاجة إلى الحكومة الدينيّة من أجل تقدّم المجتمع وسموّه، وأكمل شكل لحكومة دينيّة تأخذ بيد الإنسان نحو الكمال على أحسن وجه، هي الحكومة التي يترأسها الإمام المعصوم.

أمّا الإشكال في هذا البرهان فهو عدم ارتباطه بالمدّعى وهو إثبات الإمام الغائب؛ لأنّ الإمام الغائب لا يترأس الحكومة بل هو الحاضر، وهذا بشرط بسط يده وقدرته لكي يتمكّن من استلام زمام الحكم، ومن هذه الناحية لم يتصدّ الأئمّة السابقون عليهم‏السلام أيضاً في زمان حضورهم للحكم، وبناء عليه فالمجتمع المثاليّ (المدينة الفاضلة) يختلف مع الحقيقة الملموسة.

۱۱. برهان حساب الاحتمالات

أورد الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر دليلاً عقليّاً على وجود إمام العصر بعد ذكره للأدلّة النقليّة، فقال: أوصل النّواب الأربعة إلى الناس خلال السبعين عاماً من الغيبة الصغرى

1.. راجع: سياست مدنيه بالفارسيّة: ص ۱۹۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
186

لصدور هذا النظام۱، ومن جهة أُخرى يعدّ وجود إنسان كامل على قمّة النظام الأصلح أمراً ضروريّاً فيه.

وقد شُيّد هذا البرهان على أساس الفاعليّة بالعناية للفلاسفة المشّائين، أمّا المتكلّمون فيعتقدون بالفاعليّة بالقصد، وبأنّ الإرادة منشأ الخلقة لا العلم، على الرغم من أنّ العلم موجود قبل الإرادة.

وعلى فرض التسليم بالأساس المذكور، فمازال التساؤ قائماً عن السبب الذي يفرض غياب الإمام لا وجوده في النظام الأصلح؟

۸. برهان عدم التفرقة في الفيض

يُعتبر وجود الإمام المعصوم أكبر فيض من اللّه‏ للبشر، ومن جهة أُخرى لا تجوز التفرقة في الفيض، إذن فيض وجود الإمام المعصوم وهو إمام العصر والزمان عليه‏السلام مازال موجوداً في الوقت الحاضر.

ويُستشكل على هذا البرهان بأنّه إذا كان لا يجوز التفرقة فلماذا الإمام المهديّ عليه‏السلام لم يكن حاضراً مثل سائر الأئمّة؟ ولماذا لايزيل اللّه‏ تعالى العقبات الحائلة دون ظهوره؟

إضافة إلى هذا، فالبرهان قائم على أساس وجوب الفيض واللطف، ولهذا يحتاج إلى قاعدة اللطف التي وجّهنا إليها النقد فيما سبق.

۹. برهان الاستقراء التامّ

نجد باستقراء تاريخ الأُمم السابقة وجود نبيّ أو إمام معصوم في العالم دائماً، وبناء عليه يجب وجود نبيّ أو إمام معصوم أيضاً بعد شهادة الإمام العسكريّ عليه‏السلام، وهو الإمام المهديّ عليه‏السلام.

1.. راجع: الإشارات والتنبيهات: ج۳ ص ۳۱۸. وينبغي التنويه إلى أنّ فلاسفة الإشراق الذاهبين إلى الفاعليّة بالرضا، وفلاسفة الحكمة المتعالية الذاهبين إلى الفاعليّة بالتجلّي، يرون أنّ العالم هو النظام الأصلح أيضاً. يراجع في أقسام الفاعليّة نهاية الحكمة: ص ۱۷۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15208
صفحه از 485
پرینت  ارسال به