لصدور هذا النظام۱، ومن جهة أُخرى يعدّ وجود إنسان كامل على قمّة النظام الأصلح أمراً ضروريّاً فيه.
وقد شُيّد هذا البرهان على أساس الفاعليّة بالعناية للفلاسفة المشّائين، أمّا المتكلّمون فيعتقدون بالفاعليّة بالقصد، وبأنّ الإرادة منشأ الخلقة لا العلم، على الرغم من أنّ العلم موجود قبل الإرادة.
وعلى فرض التسليم بالأساس المذكور، فمازال التساؤ قائماً عن السبب الذي يفرض غياب الإمام لا وجوده في النظام الأصلح؟
۸. برهان عدم التفرقة في الفيض
يُعتبر وجود الإمام المعصوم أكبر فيض من اللّه للبشر، ومن جهة أُخرى لا تجوز التفرقة في الفيض، إذن فيض وجود الإمام المعصوم وهو إمام العصر والزمان عليهالسلام مازال موجوداً في الوقت الحاضر.
ويُستشكل على هذا البرهان بأنّه إذا كان لا يجوز التفرقة فلماذا الإمام المهديّ عليهالسلام لم يكن حاضراً مثل سائر الأئمّة؟ ولماذا لايزيل اللّه تعالى العقبات الحائلة دون ظهوره؟
إضافة إلى هذا، فالبرهان قائم على أساس وجوب الفيض واللطف، ولهذا يحتاج إلى قاعدة اللطف التي وجّهنا إليها النقد فيما سبق.
۹. برهان الاستقراء التامّ
نجد باستقراء تاريخ الأُمم السابقة وجود نبيّ أو إمام معصوم في العالم دائماً، وبناء عليه يجب وجود نبيّ أو إمام معصوم أيضاً بعد شهادة الإمام العسكريّ عليهالسلام، وهو الإمام المهديّ عليهالسلام.