185
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

۵. برهان واسطة الفيض

يُقسَّم الفيض إلى قسمين: تكوينيّ وتشريعيّ، ويصل عن طريق الكامل إلى الناقص في سلسلة علل، وبناء عليه يجب أن يوجد إنسان كامل في كلّ زمان ليصل عن طريقه أنواع الكمال إلى الآخرين.

يعود قسم الفيض التكوينيّ من هذا البرهان إلى برهان إمكان الأشرف، وفي قسم الفيض التشريعيّ إلى برهان ضرورة العبادة، وقد ذُكرت أغلب أدلّة وإشكالات البرهانين سابقاً.

۶. برهان العلّة الغائيّة

يتكوّن هذا البرهان من مقدّمتين:

الأُولى: إنّ لأفعال اللّه‏ هدفاً وغرضاً، وإلاّ فستكون عبثيّة.

الثانية: إنّ الهدف الغائيّ من الخلق يجب أن يكون أكمل مخلوق، ومصداقه المعصومون، وفي زماننا الحاليّ: هو الإمام المهديّ عليه‏السلام. وطبيعيّ أنّ وجود مخلوقات ناقصة له حكمة ومصلحة أيضاً وخلقها هو العلّة الغائيّة، ولكنّ العلّة الغائيّة النهائيّة هي الموجود الأكمل.

النتيجة: أنّ وجود إمام العصر عليه‏السلام ضروريّ.

ويمكن القول في نقد هذا الدليل بأنّه لابدّ من وجود غاية وهدف في كلّ فعلٍ حكيم، وهناك حكمة في خَلق جميع الموجودات، إلاّ أنّ هذا لايعني أنّ لكلّ فعل ذا مصلحة ينبغي أن يوجد في كلّ زمان ومرحلة؛ إذ أنّ وجود أكمل مصداق في مراحل مختلفة يحقّق هذا الهدف أيضاً، ويمكن إثبات هذا الموضوع عن طريق قاعدة اللطف أو برهان إمكان الأشرف الذي ورد ذكرهما.

۷. برهان النظام الأصلح .العناية.

يعتقد الفلاسفة المشّاؤن أنّ اللّه‏ فاعل بالعناية، ويرون العلم بالنظام الأصلح (العناية) منشأً


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
184

۴. برهان ضرورة العبادة

يبتني هذا البرهان على مقدّمتين:

المقدّمة الأُولى: عبادة اللّه‏ واجبة عقلاً.

المقدّمة الثانية: عبادة اللّه‏ غير ممكنة بدون الإمام.

النتيجة: وجود الإمام أمرٌ ضروريّ.

المقدّمة الأُولى واضحة؛ لأنّ العقل بعد إثباته لوجود الخالق يحكم بوجوب إطاعته ونيل رضاه واجتناب غضبه من باب وجوب شكر المنعم، وهذا يتمّ بالوجوب العقليّ للعبادة.

أمّا المقدّمة الثانية فيجب القول فيها بأنّ العقل يكتشف بعد إثباته لضرورة عبادة اللّه‏ أن ليس بوسعه أن يدرك جميع أوامر الخالق ونواهيه۱؛ لذلك يحتاج إلى رسول من اللّه‏ ومن بعده إلى الإمام، وهذه الحاجة لا تنتهي أبداً، فالبشر بحاجة مستمرّة إلى الحجّة الإلهيّة، وبناءً عليه يُعدّ وجود الرسول والإمام مقدّمة للإتيان بواجب أثبتته المقدّمة الأُولى؛ لأنّ اللّه‏ إذا لم ينصّب رسولاً وإماماً فيعني أنّه لم يضع تحت تصرّف الإنسان إمكان التكليف بالواجب؛ أي العبادة، ومن ثمّ يؤّي إلى التكليف بما لايُطاق وهو قبيح عقلاً.

إنّ هذا البرهان يثبت وجود الرسول والإمام بنحو كلّي، ولكنّه لا يتمكّن من إثبات وجود الإمام الغائب؛ لأنّه سيرد عليه حينئذٍ بأنّ الرسول والأئمّة الحاضرون أوصلوا الأحكام الإلهيّة إلى الإنسان، في حين أنّ الإمام الغائب لايفعل ذلك، أو لاحاجة أصلاً بوجود إمام حيّ.

1.. وردت الإشارة إلى هذا البرهان في رواية إلإمام الصادق عليه‏السلام: «إنَّ العاقِلَ لِدَلالَةِ عَقلِهِ الَّذي جَعَلَهُ اللهُ قِوامَهُ وزينَتَهُ وهِدايَتَهُ عَلِمَ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ، وأنَّهُ هُوَ رَبُّهُ، وعَلِمَ أنَّ لِخالِقِهِ مَحَبَّةً، وأنَّ لَهُ كراهِيَةً، وأنَّ لَهُ طاعَةً، وأنَّ لَهُ مَعصِيَةً، فَلَم يَجِد عَقلَهُ يَدُلُّهُ عَلى ذلِك، وعَلِمَ أنَّهُ لا يوصَلُ إلَيهِ إلاّ بِالعِلمِ وطَلَبِهِ، وأنَّهُ لا يَنتَفِعُ بِعَقلِهِ إن لَم يُصِب ذلِك بِعِلمِهِ، فَوَجَبَ عَلَى العاقِلِ طَلَبُ العِلمِ والأَدَبِ الَّذى لا قِوامَ لَهُ إلاّ بِهِ» الكافي: ج ۱ ص ۲۹ ح ۳۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15569
صفحه از 485
پرینت  ارسال به