ومحصِّل؛ فالمقرِّب يُطلق على اللطف الذي يُمكّن من الوصول إلى السعادة والكمال ويزداد به التقرّب إلى اللّه وأداء الطاعات وترك المعاصي؛ والمحصّل يُطلق على اللطف الذي بدونه لا يتحقّق الوصول إلى تلك الأُمور.۱
ويتكوّن هذا البرهان من مقدّمتين:
الأُولى: إنّ وجود إمام معصوم في كلّ زمان هو لطف.
الثانية: اللطف واجب على اللّه تعالى.
النتيجة: تنصيب إمام معصوم واجب على اللّه في كلّ زمان.
ويعتقد علماء الكلام أنّ اللطف واجب على اللّه تعالى من حيث إنّه يؤّي إلى تحقّق غرضه في وصول الإنسان إلى الكمال والسعادة، وبناء على هذا إذا لم يلطف اللّه بعباده فقد نقض غرضه؛ لأنّ غرضه من خلقة الإنسان يتوقّف على اللطف.۲
ويمكن قبول مبنى المتكلّمين هذا باعتباره سنّة إلهيّة رائجة وغالبة، لا أنّه أمر ضروريّ وواجب من ناحية عقليّة لإيصال جميع البشر إلى السعادة. وبعبارة أُخرى: إنّ اللّه يلطف بعباده من باب فضله لا من باب عدله. طبيعيّ أنّ أيّ معدّل يثبت به غرض اللّه تعالى، يثبت وجوب اللطف للوصول إلى الغرض بالمعدّل نفسه.
وللنراقي ملاحظة أُخرى حيث قال بوجوب اللطف بشرط أن تنعدم الموانع؛ وبما أنّ الإنسان غير عالم بجميع جوانب الفعل ولوازمه، تفقد هذه القاعدة فائدتها.۳
ويجب القول فيما يتعلّق بلطف وجود إمام معصوم: إنّ وجود هذا الإمام الذي يرفع الخلافات ويشرح أحكام اللّه ويقود الناس، لطف في كلّ زمان ويبعث على تقرّب الإنسان من اللّه سبحانه، وهذا الأمر يصدق في جميع الأزمنة ومنها زمننا الحاضر.۴