177
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

۱۳ ـ تدّعي العولمة تقارب الثقافات والمجتمعات من بعضها ثقافيّاً ومجتمعيّاً، ولكن من الواضح أنّه لو استمرّت المسيرة الحاليّة فلن يتحقّق اتّحاد في العالم نهائيّا، خلافاً لادّعاء الغربيّين، وستظهر مدنيّات وثقافات جديدة من هذا التباين الجذريّ وتغيّر وجه العالم، والنتيجة أنّ تصادم الحضارات والثقافات سيشحن العالم بالتأجّج والتوتّر وانعدام الأمان. في حين أنّ معدّل الاختلافات والصراعات الثقافيّة والسياسيّة وحتّى سيطرة الحضارات والثقافات سينخفض بنحو لافت للنظر في عصر ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام استناداً إلى الأحاديث الواردة، وستختار الشعوب بنفسها شريعة وثقافة واحدة، وتعيش في ظلالها بطمأنينة وراحة بال.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
176

۱۰ ـ في حكومة الإمام المهديّ عليه‏السلام العالميّة يُعاقب الظالمون والطواغيت والموظّفون غير الكفوئين۱؛ لأنّ حكومته تُدار على أساس العدالة، غير أنّ الأمر على العكس تماماً في عصر العولمة الغربيّة، حيث يُعطى للمجرمين (نظير جورج بوش وآريل شارون) لقب «مصلح» ويُمنحا جائزة السلام، ويُطلق على الساعين وراء العدالة (نظير حركات المقاومة في لبنان وفلسطين) عنوان «إرهابيّين»!

۱۱ ـ على الرغم من سرعة توسّع العولمة وتقدّمها في مختلف المجالات، غير أنّها في الوقت ذاته غامضة وناقصة ومعقّدة في أُسسها وأهدافها وبرامجها الكلّية. قال جان ماري غينو في هذا الصدد:

يمكن مقارنة أوضاع المجتمعات الإنسانيّة في تجربة العولمة مع حالة شخص أعمى استعاد بصره فجأة... إنّ مواجهة الشخص مباشرة للعولمة تبعث على السكر....۲

وفي مقابل ذلك صوّرت الأحاديث بجلاء الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام، ورسمت خصائصها وهيكليّتها الفاعلة ونظرتها الشموليّة بمنتهى الدقّة والوضوح.

۱۲ ـ العولمة الغربيّة في الواقع تُفضي إلى سيطرة الغرب وأميركا على المجالات السياسيّة والاقتصاديّة للعالم، ولهذا يتلوها اضطراب في الأمن وسلوكيّات معادية ممّا قد لايَرتضيه أيّ شعب. وفي مقابلها نجد الخطّة الأساسيّة للمهدي عليه‏السلام تهتمّ بنشر وترسيخ أركان السلام والأمان والطمأنينة، واقتلاع جذور الظلم والحروب ونزيف الدماء من العالم، بناءً على ما ذكره القرآن الكريم من تبديل خوف الناس إلى أمان واطمئنان في ذلك الزمان، بقوله: «وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا»۳.

1.. نهج البلاغة: الخطبة ۱۳۸.

2.. آينده آزادي بالفارسيّة: ص۱۷.

3.. النور: ۵۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15774
صفحه از 485
پرینت  ارسال به