۱۰ ـ في حكومة الإمام المهديّ عليهالسلام العالميّة يُعاقب الظالمون والطواغيت والموظّفون غير الكفوئين۱؛ لأنّ حكومته تُدار على أساس العدالة، غير أنّ الأمر على العكس تماماً في عصر العولمة الغربيّة، حيث يُعطى للمجرمين (نظير جورج بوش وآريل شارون) لقب «مصلح» ويُمنحا جائزة السلام، ويُطلق على الساعين وراء العدالة (نظير حركات المقاومة في لبنان وفلسطين) عنوان «إرهابيّين»!
۱۱ ـ على الرغم من سرعة توسّع العولمة وتقدّمها في مختلف المجالات، غير أنّها في الوقت ذاته غامضة وناقصة ومعقّدة في أُسسها وأهدافها وبرامجها الكلّية. قال جان ماري غينو في هذا الصدد:
يمكن مقارنة أوضاع المجتمعات الإنسانيّة في تجربة العولمة مع حالة شخص أعمى استعاد بصره فجأة... إنّ مواجهة الشخص مباشرة للعولمة تبعث على السكر....۲
وفي مقابل ذلك صوّرت الأحاديث بجلاء الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليهالسلام، ورسمت خصائصها وهيكليّتها الفاعلة ونظرتها الشموليّة بمنتهى الدقّة والوضوح.
۱۲ ـ العولمة الغربيّة في الواقع تُفضي إلى سيطرة الغرب وأميركا على المجالات السياسيّة والاقتصاديّة للعالم، ولهذا يتلوها اضطراب في الأمن وسلوكيّات معادية ممّا قد لايَرتضيه أيّ شعب. وفي مقابلها نجد الخطّة الأساسيّة للمهدي عليهالسلام تهتمّ بنشر وترسيخ أركان السلام والأمان والطمأنينة، واقتلاع جذور الظلم والحروب ونزيف الدماء من العالم، بناءً على ما ذكره القرآن الكريم من تبديل خوف الناس إلى أمان واطمئنان في ذلك الزمان، بقوله: «وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا»۳.