175
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

والتكنولوجيّة، وتتّصل بالنظام الرأسماليّ السلطويّ.

۶ ـ الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام ولائيّة حازت مشروعيّتها من قبل اللّه‏، كما ارتضاها الشعب أيضاً. في حين ترى العولمة الغربيّة أنّ مشروعيّة حكومتها العالميّة تنبثق من الجماهير حصرا، وذلك بانتهاج آلاف الخدع لنيل آرائهم في تصويت شعبيّ.

۷ ـ تتّكئ الحكومة العالميّة المهدويّة الموحّدة على أساس العقلانيّة (تحكيم العقل)؛ لأنّ عقل البشر يَبلغ الكمال في عصر الظهور، أمّا الحكومة المبتنية على أساس العولمة الغربيّة فتتشكّل على مبدأ رغبات المواطنين في العالم كحدّ أقصى.

وقد ورد في الروايات أنّ عقول الناس تكتمل بعد ظهور إمام العصر عليه‏السلام.۱

۸ ـ ستُستخرج الامكانيات الاقتصاديّة الطبيعيّة بأجمعها في عهد الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام ؛ بسبب التطوّر في العلم والعقل البشريّ، ويُكشف عن جميع الخيرات الاقتصاديّة للطبيعة، وتتكاثر الثروات وتتاح للناس جميعا، ويصاغ نظام توزيعها بنحو سليم أيضاً۲. في حين توتهن الأنظمة المهيمنة على العالم في الوقت الحاضر بفجوات اقتصاديّة عميقة.

۹ ـ يجتمع المؤنون حول الإمام المهديّ عليه‏السلام خلال حكومته العالميّة، ولايُرى أثر للفسّاق والفاجرين والكفّار بين موظّفي تلك الحكومة وفقاً لكلام الإمام عليّ عليه‏السلام ۳. في حين أنّ في العولمة الغربيّة ـ كما يشاهَد اليوم ـ لايتمكّن فيها المؤنون الحقيقيّون من الوصول إلى مستويات القيادة والإدارة، ويحفّ بالحكّام والمتنفّذين أشخاص دنيويّون أو عديمو الإيمان.

1.. راجع: ج ۶ ص ۱۷۳ (القسم الثاني عشر / الفصل الثالث: السياسات الثقافية) و ص۳۰۴ (القسم الثاني عشر / دراسة عن سيرة الإمام المهديّ في الحكم / السياسات الثقافية).

2.. راجع: ج ۶ ص ۲۵۱ ح ۱۸۶۲ ـ ۱۸۶۳ ومنتخب الأثر: ص ۴۸۲.

3.. تفسير العيّاشي: ج ۲ ص ۵۹ ح ۴۹، بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۳۴۲ ح ۹۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
174

فالشخص الوحيد المؤّل لتحمّل أعباء زعامة الحكومة العالميّة هو من يحرّر ذاته من أيّ شيء سوى اللّه‏ تعالى. وبعبارة أُخرى: ينبغي أن يكون زعيم الحكومة العالميّة رجلاً ربّانيّاً وأفضل عبيد اللّه‏ قاطبة ولايعمل إلاّ من أجله. ومواصفات إنسان كهذا لا تنطبق إلاّ على الإمام المهديّ عليه‏السلام الذي ورد ذكره في النصوص الإسلاميّة.

مميّزات المشروع الإسلاميّ

أشرنا سابقاً إلى أنّ العولمة كما يعرّفها الإسلام تختلف جذريّاً عمّا يرسمه الآخرون ويسعون إلى تطبيقه، وما يصوّره الإسلام له مميّزات خاصّة سنذكر بعضها فيما يلي:

۱ ـ تُدار حكومة الإسلام العالميّة بزعامة أُناس صالحين وأتقياء وشخصيّات دينيّة، ويحكم في ذلك المجتمع قانون اللّه‏ تعالى. في حين أنّ الحكومة الموحّدة التي يقترحها الغرب تكون تحت إشراف الأقوياء والظلمة كما يبدو من مراحل تشكّلها الأُولى.

۲ ـ إنّ محور جميع الأُمور في المجتمع من منظار إسلاميّ هو اللّه‏ تعالى وأحكامه. أمّا في العولمة الغربيّة فمحور الأُمور هي القوانين البشريّة.

۳ ـ ترتكز الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام على محور التنمية الأخلاقيّة والمجتمعيّة والأمنيّة. أمّا في الحكومة العالميّة للغرب فليس للقيم الأخلاقيّة والمعنويّة أيّ محورية تُذكر.

۴ ـ من خصائص حكومة الإمام المهديّ العالميّة التطوّر العلميّ في جميع أنحاء العالم۱، في حين تنحصر العلوم إبّان عصر العولمة الغربيّة بدول خاصّة تحول دون نقلها إلى المجتمعات والدول الأُخرى.

۵ ـ تَبتني الحكومة المهدويّة العالميّة على تعاليم الوحي والدين. غير أنّ العولمة الغربيّة تعدّ وحصيلة واعية أو غير واعية للتقدّم في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة

1.. راجع: ج ۶ ص ۱۷۳ (القسم الثاني عشر / الفصل الثالث / تنمية العلم والحكمة) وبحار الأنوار : ج ۵۲ ص۳۳۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15548
صفحه از 485
پرینت  ارسال به