فالشخص الوحيد المؤّل لتحمّل أعباء زعامة الحكومة العالميّة هو من يحرّر ذاته من أيّ شيء سوى اللّه تعالى. وبعبارة أُخرى: ينبغي أن يكون زعيم الحكومة العالميّة رجلاً ربّانيّاً وأفضل عبيد اللّه قاطبة ولايعمل إلاّ من أجله. ومواصفات إنسان كهذا لا تنطبق إلاّ على الإمام المهديّ عليهالسلام الذي ورد ذكره في النصوص الإسلاميّة.
مميّزات المشروع الإسلاميّ
أشرنا سابقاً إلى أنّ العولمة كما يعرّفها الإسلام تختلف جذريّاً عمّا يرسمه الآخرون ويسعون إلى تطبيقه، وما يصوّره الإسلام له مميّزات خاصّة سنذكر بعضها فيما يلي:
۱ ـ تُدار حكومة الإسلام العالميّة بزعامة أُناس صالحين وأتقياء وشخصيّات دينيّة، ويحكم في ذلك المجتمع قانون اللّه تعالى. في حين أنّ الحكومة الموحّدة التي يقترحها الغرب تكون تحت إشراف الأقوياء والظلمة كما يبدو من مراحل تشكّلها الأُولى.
۲ ـ إنّ محور جميع الأُمور في المجتمع من منظار إسلاميّ هو اللّه تعالى وأحكامه. أمّا في العولمة الغربيّة فمحور الأُمور هي القوانين البشريّة.
۳ ـ ترتكز الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليهالسلام على محور التنمية الأخلاقيّة والمجتمعيّة والأمنيّة. أمّا في الحكومة العالميّة للغرب فليس للقيم الأخلاقيّة والمعنويّة أيّ محورية تُذكر.
۴ ـ من خصائص حكومة الإمام المهديّ العالميّة التطوّر العلميّ في جميع أنحاء العالم۱، في حين تنحصر العلوم إبّان عصر العولمة الغربيّة بدول خاصّة تحول دون نقلها إلى المجتمعات والدول الأُخرى.
۵ ـ تَبتني الحكومة المهدويّة العالميّة على تعاليم الوحي والدين. غير أنّ العولمة الغربيّة تعدّ وحصيلة واعية أو غير واعية للتقدّم في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة