من المعنويّات، ولايبصر إلاّ بنظرة مادّية إلى الأشياء.
وبديهيّ أنّ هذا المبدأ لايتوافق مع المبدأ المعرفيّ للفكر الدينيّ والإسلاميّ، فالبشر والعالم في نظر الإسلام من مخلوقات اللّه تعالى الذي شرّع للإنسان مجموعةً من الأحكام والقوانين استناداً إلى أصل المصالح والمفاسد؛ لأنّه العارف بمصالح الإنسان ومفاسده أكثر من الإنسان نفسه.
والحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليهالسلام ترتكز أيضاً على أساس محوريّة اللّه تعالى، وتهتمّ بالأُمور المادّية والقضايا المعنويّة أيضاً.
۲. العلمانيّة (فصل الدين عن السياسة والحياة الاجتماعيّة)
يُصرّ الغربيّون على فصل الدين عن السياسة والحياة الاجتماعيّة، في حين أنّ العقيدة المهدويّة الإسلاميّة قائمة على أساس العلاقة بين الدين والسياسة، فرسالة الإسلام لا تنحصر بالحياة الفرديّة فقط، بل تشمل الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة أيضاً. إذن مبدأ العولمة الغربيّة يتنافى مع العقيدة المهدويّة.
والدين في الثقافة الإسلاميّة لايقبل الانفصال عن السياسة أبداً، فالأنبياء والأوصياء الربّانيّون أُمِروا بتصحيح مسار الحياة الاجتماعيّة وإقامة العدل والإطاحة بالظلم، إضافة إلى إصلاح الحياة الفرديّة للناس، وفصل الدين عن السياسة يتسبّب في إيجاد خلل معنويّ ومشاكل للإنسان. والحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليهالسلام حكومة دينيّة تُطبَّق فيها الأحكام الإلهيّة عمليّاً.
۳. الليبراليّة (الحرّية المطلقة)
هدية الليبراليّة الغربيّة للإنسان هي الحرّية السياسيّة والاجتماعيّة غير المقيّدة نسبيّاً، ولا يحقّ للدولة والدين أن يسلباها منه، فيمكن لأيّ شخص تحقيق تطلّعاته بحرّية كاملة، إلاّ إذا تعارضت حرّيته مع حرّية أو حقوق غيره من المواطنين. وهذا ممّا يوهن بشدّة دور الدولة