ثقافة جديدة تبتغيها المجتمعات البشريّة لتعالج بها مشاكلها الكبرى، مثل الحروب والإرهاب والمجاعات والأزمات الصحيّة والتعليميّة وتدمير البيئة، ثمّ توفير دنيا جديدة وظروف معيشيّة مناسبة للإنسان.۱
وبهذا يتّضح أنّ العولمة ـ وفقاً لهذه النظريّة ـ تعدّ حصيلة التقدّم في مجال التكنولوجيا والاتّصالات الذي يختصر الزمان والمكان، ويوجّه الإنسان المعاصر نحو التفكير والعمل العالميّين.۲
۳. العولمة ظاهرة تكوّنت إثر عوامل
يرى قسم ثالث من العلماء ـ مثل ارتشان أبادوريا ـ أنّ العولمة لايمكن أن تكون مشروعاً غربيّاً أو حصيلة تاريخيّة فقط، بل الأفضل اعتبار كلاًّ منهما عاملاً مستقلاًّ لنشوء العولمة التي تعتبرها هذه النظريّة حصيلة عدّة عوامل، هي: التكنولوجيا والإيديولوجيا ورأس المال والقوميّة ووسائل الإعلام، ولهذا لايمكن عدّها عمليّة أو مشروعاً سواء كان طبيعيّاً أو متعمّداً، بل لبعضها دور أكبر في نشأة ظاهرة العولمة، وبعضها الآخر دخيل في إيجاد شطر من هذه المسيرة.۳
ويبدو أنّ نظرية هذا العالِم أكثر قرباً من الواقع؛ لأنّ المجتمع البشريّ جرّب في البداية عمليّة من التقدّم في التكنولوجيا ووسائل الإعلام تشكّلت بنحو طبيعيّ وعفويّ، وبلغ العالَم مرحلة يرى نفسه فيها أنّه قرية عالميّة واسعة.
ولا شكّ في أنّ الغربيّين حاولوا العزف على وتر التقدّم السريع من أجل الوصول إلى أهدافهم في السيطرة على العالم.