شكل للحكومة البشريّة يمكن لها أن تحكم العالم، ويرى أنّ الثقافة الغربيّة هي الثقافة الوحيدة المهيمنة على العالم، وسينعطف العالم في نهاية المطاف نحو الثقافة الغربيّة والنظام الغربيّ، ويتّجه صوب التقدّم.۱
وجَليٌّ أنّ هذه القراءة للعولمة لا تنسجم بأيّ نحو مع العقيدة المهدويّة الإسلاميّة، وإنّ كثيرا من المعارضين للعولمة ينتقدون تفسيرها بهذا المعنى، فهم يخالفون في الواقع اتّجاه العولمة الحاليّ وسيطرة الغرب، لا إقامة نظام عالميّ موحّد، ومن هنا لايعتبر بعض العلماء العولمة مشروعاً أو مخطّطاً، ويرون أنّ عوامل عديدة ساهمت في خلق مجراها.
۲. العولمة مسيرة تاريخيّة
يعتقد قسم آخر من العلماء والباحثين أنّ العولمة عمليّة تفاعل تاريخية تكوّنت إثر تطوّر التكنولوجيا ووسائل الاتّصال الحديثة، مثل الهاتف والتلفزيون والأقمار الصناعيّة وأجهزة الكومبيوتر التي أدّت إلى اطّلاع الناس في شتّى بقاع الأرض على ثقافات الشعوب المختلفة وأديانها وإيديولوجيّاتها، ممّا قادها إلى استقطاب مزيد من الاهتمام بشؤن العولمة، ثمّ أفضى ذلك شيئاً فشيئاً إلى ظاهرة العولمة التي تجرّبها مجتمعات القرن الحاضر (۲۱م).
والنتيجة: توفّر أرضيّة صالحة للحوار بين مختلف الشعوب في قضايا الثقافة والإيديولوجيا، ثمّ يتّجه الجميع بالتدريج نحو ثقافة أو إيديولوجيا عالميّة مشتركة. وبعبارة أُخرى: إنّ التقدّم في مجال التكنولوجيا والاتّصالات أدّى إلى مزيد اطّلاع لسكّان العالم على الشؤن العالميّة، ثمّ ولوجهم في قضايا العولمة.
وبهذا النحو لا تشغل الإنسان المعاصر قضاياه الإقليميّة والوطنيّة فحسب، بل يتعدّاها ذهنه إلى القضايا العالميّة أيضاً، والمجتمعات المعاصرة تتمنّى تأسيس نظام مشترك، وإيجاد