165
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

السلطة والتكنولوجيا الذين يتوسّعون في الدعاية لأنفسهم على مستوىً عالميّ. فالعولمة ظاهرة أوجدت تحدّيات وفرصاً لمقولات اجتماعيّة وبخاصّة للدين الاسلاميّ وغيره من الأديان.۱

الآراء الشكليّة للعولمة

توجد وجهات نظر مختلفة في الناحية الشكليّة لموضوع العولمة، منها:

۱. العولمة مشروع مبرمَج

اعتبر علماء ـ من قبيل جون توملينسون وديفيد هيلد وإدوارد سعيد وروجيه غارودي ـ أنّ العولمة مشروع غربي، فتكون ـ وفقاً لهذه النظريّة ـ قسماً من مخطّطات الرأسماليّة الغربيّة، حيث يسعى الغربيّون للسيطرة على جميع العالم، والعولمة حُلّة جديدة يُلبسها الاستعمار الغربيّ لخططه الاستعماريّة القديمة.

وعلى رأس هذه الخطط أميركا، فالعَولمة في الحقيقة تعني أمركة العالم، فأميركا والاستعمار العالميّ يسعيان لنشر المعايير والقيم الغربيّة والأميركيّة في العالم، إذ اتّعضوا من تاريخ حروبهم المُرّة واستعمارهم العسكريّ، وخلصوا إلى أنّهم لايستطيعون السيطرة على العالم قاطبة بالحرب والغزو العسكريّ؛ لذلك أبدلوا هيمنتهم باستراتيجيّة جديدة هي الغزو الثقافيّ والإعلاميّ، وتمكّنوا إلى حدٍّ ما بهذا الغزو الموسّع وباستثمار وسائل التكنولوجيا والاتّصالات الحديثة من عرض ثقافتهم بوصفها الثقافة الأفضل في العالم، وعرّفوا النظام الليبراليّ والرأسماليّ على أنّه النموذج العالميّ والأرقى ثقافيّاً، فازدادت وتيرة الإعلام الغربيّ ـ ولا سيّما بعد انحلال النظام الاشتراكيّ والشيوعيّ لروسيا ـ وأعربوا للعالم أن لا موازي للنظام الرأسماليّ، وذهبوا إلى أبعد من ذلك فأعلنوا رسميّاً أنّ العالم هو أُحادي القطبيّة.

1.. راجع بشأن هذا الرأي: إسلام وجهانى شدن بالفارسيّة .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
164

«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ».۱

وورد في بعض الروايات أنّ الإمام عليّا عليه‏السلام سأل أصحابه بعد تلاوته الآية الأخيره أعلاه: أظَهَرَ بَعدَ ذلِكَ؟ قالوا: نَعَم. قالَ: كَلاّ فَوَ الَّذي نَفسي بِيَدِهِ! حَتّى لا تَبقى قَريَةٌ إلاّ ويُنادى فيها بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه‏ُ بُكرَةً وعَشِيّاً.۲

ثانياً: الدولة العالميّة في الأحاديث الشريفة

تحكي قسم من الأحاديث الورادة في الإمام المهديّ عليه‏السلام أنّ في عصر ظهوره ستشمل حكومته كلّ العالم، ويُزال الظلم والجور، وينتشر الأمان والعلم والازدهار والاكتفاء والدين.۳

العولمة في العصر الراهن

تُعدّ العولمة إحدى البحوث المهمّة في عالمنا اليوم، وقد تحدّث عنها علماء كثيرون، ولها أبعاد وجوانب شتّى، ومن هنا قُدّمت لها تصوّرات وتعاريف عديدة.

وقد اختلف العلماء في دواعي تكوّن هذه الظاهرة؛ فاعتقد بعضهم أنّها ناجمة عن التقدّم التقني للاتّصالات، وتقلّص المكان والزمان، وتكاثر الوعي الجماهيريّ بالشؤن العالميّة.

في حين يرى بعض آخر أنّ العولمة نظريّة وضعها المستعمرون والرأسماليّون وأميركا في مقدّمتهم.

وترى مجموعة ثالثة من العلماء أنّ العولمة ظاهرة لامفرّ منها، ولايمكن التعامل معها على أساس أنّها مجرّد عمليّة أو مشروع، بالرغم من أنّ أكثر من يستفيد منها هم أصحاب

1.. الصفّ: ۹.

2.. مجمع البيان: ج ۹ ص ۴۶۴ ذيل تفسير الآية الشريفة.

3.. للاطّلاع التفصيليّ على هذه الروايات راجع : ج۶ ص ۱۱۵ القسم الثاني عشر.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15284
صفحه از 485
پرینت  ارسال به