عند كبار علماء الإماميّة.
۳. الحياة الهورقليائيّة للإمام الغائب
جرّت العلاقة الشديدة لكربين بالفكر العرفانيّ والفلسفيّ لأن يقتبس دون أن يشعر بعض تعاليم الشيخيّة؛ كالجسم الهورقليائي، وبعض الأفكار الفلسفية؛ كعالَم المُثُل؛ لكي يُثبِت كيف طالت حياة الإمام المهديّ عليهالسلام، ويعمّق مفهوم الإمام الغائب لدى الشيخيّة مع اختلافٍ في تحليل كيفيّة حضوره، وتأثّر هذا التحليل بنظريّة «عالم المثل»، وشابه الأرض النورانيّة في الديانة المانويّة، والجسم اللطيف في المسيحيّة. يقول في هذا المجال:
طبعاً كان هناك بسطاء يعتقدون بأنّ الإمام [الغائب] هو موجود مَثَله مثل أيّ إنسان حيّ آخر، وبإمكان أيّ واحد منّا أن يلاحظ وجوده، حتّى إن البعض راح يحقّق باهتمام بالغ في مسألة حياة المعمّرين وقالوا بإمكانيّة الحياة الجسمانية المديدة والطويلة جدّاً.۱
ويستنتج من هذا المبدأ أنّ كثيراً من التجارب الدينيّة للمؤنين فيما تتّصل بالإمام المهديّ عليهالسلام لم تتحقّق في العالم الحسّي وبالأُسلوب الطبيعيّ۲، وأدّى به الإفراط في هذه النتيجة ليعتقد بأنّ عمر الإمام المديد ما هو إلاّ سذاجة في التفكير، فقال:
بالتأكيد إنّهم ساذجون أُولئك المعتقدون بأنّ الإمام (الغائب) له وجود كأيّ إنسان حيّ آخر، وأنّ كلاًّ منّا يمكنه مشاهدته، حتّى راح بعضهم يبحث بجدّية في حياة المعمّرين، وقال بإمكانية الحياة الجسمانيّة المتمادية في الطول.۳
في حين أنّ الحياة الجسمانيّة للإمام الغائب يُمكن إثباتها بالأدلّة العقليّة والنقليّة المعهودة لدى كبار علماء الشيعة، ولا حاجة لمثل هذه التأويلات.