161
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

مسائل و شبهات

أهمّ شبهة للمستشرقين بشأن العقيدة المهدويّة، أنّهم عدّوها غير أصيلة إسلاميّاً، وقد بيّنوا هذه الشبهة بأساليب متنوّعة سعت لترسيخ اقتباسيّة العقيدة بالمهديّ المنقذ وإلقاء شبهة عدم إسلاميّتها في ذهن القارئ، كما أنّ المضمون الأساسيّ لكثير من كتاباتهم تؤّد على الخلفيّة التاريخيّة اليهوديّة والمسيحيّة في الاعتقاد بغيبة المنقذ، وعلى كون هذه العقيدة مقتبسة من أديان أُخرى، ومن ثمّ العرض الأُسطوريّ لعناصرها.

طرح فكرة اقتباس العقيدة المهدويّة من التراث اليهوديّ باتريسيا كرون في كتاب الهاجريّة Hagarism، واعتبر الاعتقاد بغيبة الإمام المهديّ نظير بعض عقائد اليهود في النبيّ موسى، وسعى لتصوير أساس الاعتقاد بالغيبة على أنّه قضيّة يهوديّة ثمّ مسيحيّة، ثمّ سلّط أضواء ساطعة على قضيّة اقتباسها.

وعدّ بعض المستشرقين أصل الاعتقاد بالإمام المهديّ عليه‏السلام وغيبته ضربا من الأساطير روّج له علماء الشيعة الإيرانيّون.

وشكّكت فئة أُخرى من المستشرقين بالصحّة التاريخيّة للأحاديث في الإمام المهديّ عليه‏السلام ومن ثمّ ردّتها، استناداً إلى افتراضات تاريخيّة خاصّة وأساليب في التحليل الروائيّ.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
160

عند كبار علماء الإماميّة.

۳. الحياة الهورقليائيّة للإمام الغائب

جرّت العلاقة الشديدة لكربين بالفكر العرفانيّ والفلسفيّ لأن يقتبس دون أن يشعر بعض تعاليم الشيخيّة؛ كالجسم الهورقليائي، وبعض الأفكار الفلسفية؛ كعالَم المُثُل؛ لكي يُثبِت كيف طالت حياة الإمام المهديّ عليه‏السلام، ويعمّق مفهوم الإمام الغائب لدى الشيخيّة مع اختلافٍ في تحليل كيفيّة حضوره، وتأثّر هذا التحليل بنظريّة «عالم المثل»، وشابه الأرض النورانيّة في الديانة المانويّة، والجسم اللطيف في المسيحيّة. يقول في هذا المجال:

طبعاً كان هناك بسطاء يعتقدون بأنّ الإمام [الغائب] هو موجود مَثَله مثل أيّ إنسان حيّ آخر، وبإمكان أيّ واحد منّا أن يلاحظ وجوده، حتّى إن البعض راح يحقّق باهتمام بالغ في مسألة حياة المعمّرين وقالوا بإمكانيّة الحياة الجسمانية المديدة والطويلة جدّاً.۱

ويستنتج من هذا المبدأ أنّ كثيراً من التجارب الدينيّة للمؤنين فيما تتّصل بالإمام المهديّ عليه‏السلام لم تتحقّق في العالم الحسّي وبالأُسلوب الطبيعيّ۲، وأدّى به الإفراط في هذه النتيجة ليعتقد بأنّ عمر الإمام المديد ما هو إلاّ سذاجة في التفكير، فقال:

بالتأكيد إنّهم ساذجون أُولئك المعتقدون بأنّ الإمام (الغائب) له وجود كأيّ إنسان حيّ آخر، وأنّ كلاًّ منّا يمكنه مشاهدته، حتّى راح بعضهم يبحث بجدّية في حياة المعمّرين، وقال بإمكانية الحياة الجسمانيّة المتمادية في الطول.۳

في حين أنّ الحياة الجسمانيّة للإمام الغائب يُمكن إثباتها بالأدلّة العقليّة والنقليّة المعهودة لدى كبار علماء الشيعة، ولا حاجة لمثل هذه التأويلات.

1.. تاريخ فلسفه إسلامي بالفارسيّة: ص ۱۰۵.

2.. مهدويّت از ديدگاه دين‏پژوهان غربي بالفارسيّة: ص ۸۲.

3.. المصدر السابق.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15252
صفحه از 485
پرینت  ارسال به