157
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ثلاث إلى سبع مراحل۱. وقسّمت دائرة معارف الدراسات النوعيّة ـ الصادرة عن دار سيج للنشر ـ علمَ الظواهر إلى خمسة أنواع: مُتعالي، ووجوديّ، ولغويّ، وأخلاقيّ، وتفسيريّ.۲

ويمكن توضيح مصطلح علم الظواهر الدينيّة استناداً إلى البحوث المنشورة بالنحو الآتي:

منهج يعنى بوصف الظواهر كما تعرب هي عن نفسها، فكلّ شيء يظهر نفسه بأيّ نحو كان، يُطلق على حالته اسم الظاهرة، وهذا يعني منح رخصة للظواهر كي تفصح عن ذاتها خالصة غير مشوبة بشيء آخر... وينبغي تجاهل الأفكار الغريبة عن الأشياء... فمنهج علم الظواهر عبارة عن مجهود لاستخلاص الحقائق في ضوء خاصّ يأبى عن قبول بتأويلها.۳

إنّ جلّ ما يعنى به هذا المنهج هو المكوّنات الفكريّة والمعتقديّة للدين بدلاً من الاقتناع بتعليل الأحداث التاريخيّة وتوضيحها وإيقاف ظهور فكر على تلك الأحداث، فيهتمّ الباحث وفقاً له بتعريف وشرح تعاليم الدين بدلاً من إبداء رأيه فيها.

والهدف من هذا المنهج هو معرفة الظواهر عن طريق العناصر الذهنيّة والنفسيّة للأشخاص، وفهم آثارها على الأشياء الخارجيّة، الأمر الذي يمكن الوصول إليه عن طريق معرفة المسبّبات والعوامل الفكريّة واستنباطها.۴

الأكثر أهمّية في هذا المنهج هو معرفة الظاهرة وفاعليّاتها وآثارها التي يمكن أن تخلّفها في الفرد والمجتمع أو في فترة من التاريخ، ومن هنا فدراسة ظاهرة والتحقيق فيها له أهمّية تفوق البحث في صوابها وإزاحة الستار عن مسبّباتها؛ لذلك يسعى الباحث لاستكشاف

1.. مجلّة روش شناسي علوم إنساني بالفارسيّة: العدد۶۱، ص۳۱ ـ ۳۳، استراتژي تحقيق پديدارشناسي محمّد اعرابي وحسن بودلائي .

2.. المصدر السابق، ص ۳۴.

3.. فلسفه هايدگر بالفارسيّة: ص ۲۵ ـ ۲۶.

4.. مهدويت از ديدگاه دين‏پژوهان غربي بالفارسيّة: ص ۳۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
156

كتابه العقيدة والشريعة في الإسلام۱، حيث حلّل العقيدة المهدويّة الإسلاميّة بمنهج تاريخيّ، وعدّ هذه العقيدة ظاهرة متأثّرة بفكرة الخلافة الموروثة لبني أُميّة، وأكّد تأثير العناصر اليهوديّة والمسيحيّة في أصل هذا المعتقد، ووجود جذور زرادشتيّة للسوشيانس في العقيدة المهدويّة.۲

أمّا صامويل مارجليوث (۱۸۵۸ ـ ۱۹۴۰م) كاتب مدخل المهديّ في دائرة معارف الدين والأخلاق، فرأى أيضاً أنّ العقيدة المهدويّة متأثّرة بفرقة الكيسانيّة وثورتي المختار الثقفيّ وزيد بن عليّ بن الحسين.

منهج اعتماد الظواهر

طُرح منهج علم الظواهر أو الظاهريّات كأُسلوب استخدمه البحث الدينيّ في نهاية القرن التاسع عشر الميلاديّ، واهتمّ به بعض الفلاسفة الباحثين في الدين، حتّى وجد له بالتدريج أنصاراً في العالم الشرقيّ أيضاً.۳

وُضعت لهذا المصطلح تعاريف متنوّعة منذ ظهوره في القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين۴. واعتبر بعضهم علم الظواهر الدينيّة طريقة مهمّة في الدراسات الدينيّة المعاصرة، نشأت تأريخيّاً من تلفيق اتّجاهين فكريّين في عالم البحث خلال القرن التاسع عشر، هما: البحوث العلميّة الدينيّة، ومنهج علم الظواهر للفيلسوف الألماني إدموند هوسرل.۵

كما عدّ بعض آخر علم الظواهر استراتيجيّة للبحث في الدراسات النوعيّة، وذكر له

1.. تُرجم هذا الكتاب إلى الفارسيّة باسم «عقيدت وشريعت در إسلام» ، وتعرّض للدراسة والنقد.

2.. العقيدة والشريعة في الإسلام: ص ۲۱۸.

3.. راجع: پديدارشناسي دين بالفارسيّة .

4.. مجلة فرهنگ بالفارسيّة: العدد ۱۱، ص ۳۳ ـ ۳۴ «پديدارشناسي دين»، داگلاس آلن، ترجمة: بهاءالدين خرّمشاهي.

5.. المصدر السابق، المقدّمة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15401
صفحه از 485
پرینت  ارسال به