155
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

أو نبيّ شيطان يُعرف بالدجّال، ويراه الإيرانيّون في أفعى الضحّاك التي ترمز لأهريمن أو أصل الشرّ.۱

و من آراء دارمستتر حول العقيدة المهدويّة ما يلي:

أ ـ كلمة «مهديّ» اسم مفعول؛ بمعنى من هُدي إلى الحقّ، وتخطأ بعض آراء المستشرقين الذاهبة إلى أنّ «مهدي» اسم فاعل بمعنى من يهدي إلى الحقّ.۲

ب ـ لم ترد العقيدة المهدويّة في القرآن، وليس في أحاديث نبيّ الإسلام دلالة واضحة عليها.۳

نقد بعض الباحثين المعاصرين هذه الآراء، وأرجعوا أصلها إلى أفكار ابن خلدون الذي شكّك في صحّة الأحاديث النبويّة في الإمام المهديّ عليه‏السلام.۴

جاء بعد دارمستتر فان فلوتن (۱۸۶۶ ـ ۱۹۰۳م) في كتابه تاريخ الشيعة وعلل سقوط بني أُميّة الذي نشره بالفرنسيّة بأمستردام سنة ۱۸۹۴م۵، حيث اعتبر فيه أنّ الأصل التاريخيّ الظاهراتي للفكر المهدويّ: هو تأسيس الشيعة في الكوفة بعد ثورات الكوفيين فيها، وبخاصّة المختار بن أبي عبيد الثقفي، إذ استخدمت الشيعة ـ حسب قوله ـ هذه العقيدة كوسيلة للإطاحة ببني أُميّة، واعتبر أنّ إحدى ثلاثة عوامل مؤّرة في سقوط الأُمويّين ومجيء العبّاسيّين للحكم، هي انتشار الفكر المهدويّ في تلك المرحلة.۶

وأعقبهما إجناس جولدتسهير (۱۸۵۰ ـ ۱۹۲۱م) المستشرق اليهوديّ المَجْريّ في

1.. المصدر السابق: ص ۶.

2.. المصدر السابق.

3.. المصدر السابق: ۷.

4.. مهدويّت از ديدگاه دين‏پژوهان غربى بالفارسيّة: ص ۹۵.

5.. دائرة المعارف مستشرقان بالفارسيّة: ص ۴۲۰.

6.. راجع: السيادة العربية والشيعة والإسرائيليّات في عهد بني أُميّة .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
154

الإسلاميّة، وفي إطار تخصّصه وولعه بالدين الزرادشتيّ والأساطير الإيرانيّة القديمة، سعى إلى إيجاد تجانس وتقارب بين عقائد الأديان الإبراهيميّة، واهتمّ كثيراً بالتشابهات الأُسطوريّة، فاعتقد بيقين قاطع أنّ المنقذ في اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام متأثّر بالأساطير الإيرانيّة۱، والإيمان بالمهديّ خضع إلى التأثّر بفكر الإيرانيّين والزرادشتيّين بشأن سوشيانس (سوشينت)، وعرض ذلك بالتقرير التالي:

هل تعلمون كيف أسّس محمّد شريعته؟ عندما ظهر في شبه الجزيرة العربيّة كانت هنالك الوثنيّة القوميّة القديمة، وثلاثة أديان أجنبيّة: اليهوديّة والمسيحيّة والزرادشتيّة؛ أي الديانات الشائعة في إيران قبل النهضة العربيّة... يُلاحظ في الدين الإسلاميّ وجود آثار من أُصول ديانة اليهود والمسيحيّين وأساطير قوميّات الأُمم المذكورة، والأمر المشترك بين هذه الأديان الثلاثة هو الاعتقاد بوجود ميتافيزيقيّ ينبغي ظهوره في آخر الزمان ليعيد النظام والعدالة المفقودَين إلى العالم، ويمهّد لمقدّمة الخلود والسعادة الأبديّة الإنسانيّة، هذا الاعتقاد الذي كان في الدين اليهوديّ أوّلاً وبلورَته المسيحيّة، ولم يأخذ شكله النهائيّ في الدينين المذكورين إلاّ بعد تأثّره بالأساطير الإيرانيّة، ومن هنا انبثق سبب التشابه في هذا المجال بين عقائد اليهود والمسيحيّين والإيرانيّين، ولايختلفون إلاّ في الجزئيّات فقط.۲

وضّح دارمستتر تأثير عقيدة أهريمن ـ بصفته أصل الشرّ كما تصفه الديانة الزرادشتيّة ـ في العقيدة المهدويّة والمنقذ في الأديان الإبراهيميّة، فقال:

يجب أن تُطبِق قوى الشرّ على العالم وتتحكّم به قبل ظهور المنقذ وفقاً لتعاليم هذه الديانات الثلاث، ويرى اليهود مصداق هذه القوى في هجوم ودمار يأجوج ومأجوج، ويراه المسيحيّون في ظهور التنّين أو الحيوان أبوكاليس ورسول مزيّف

1.. مهدويت از ديدگاه دين پژوهان غربي بالفارسيّة: ص ۹۳.

2.. مهدي از صدر اسلام تا قرن سيزدهم بالفارسيّة: ص ۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 20194
صفحه از 485
پرینت  ارسال به