153
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

المرتبطة بالإمام المهديّ عليه‏السلام، حيث اعتمد المنهج التاريخيّ في كتابه المهديّ من صدر الإسلام إلى القرن الثالث عشر لتحليل القضايا المذكورة، وقد ألّف هذا الكتاب استجابةً لطلب خاصّ وجّهته إليه جامعة السوربون لدراسة أبعاد ثورة محمّد أحمد السوداني (۱۸۳۴ ـ ۱۸۵۵م) المعروف بالمهديّ السوداني؛ لأنّ التمرّد المسلّح في السودان على السلطة الإنكليزيّة سترعى اهتمام الأُوروبيّين، ولاسيّما بعد انتصاره وطرده للقوات الإنكليزيّة العسكريّة وتحريره لعدّة مناطق، فحاز أصداء عالية في بريطانيا ومصر، واستفزّ دول المنطقة سياسيّاً وأمنيّاً، كما تكاثرت الأسئلة عن أصل العقيدة المهدويّة في الإسلام بين الأُوربيّين بعد ثورته، فكلّفت جامعة السوربون دارمستتر بالبحث والتحقيق وإلقاء محاضرات عنها وعن ثورة المهديّ السودانيّ، فكان هذا الكتاب الذي جمع حصيلة جهوده.

تخصّص دارمستتر قبل تأليف كتابه المذكور بتاريخ إيران وثقافتها وبالدراسات الزرادشتيّة، ولم يكن لديه تخصّص أصلاً في البحوث الإسلاميّة، ومن ثمّ جمع ونشر نتائج دراساته عن ديانة زرادشت وقوانينها في كتاب باسم شرح الأفستا في موضوع القوانين الزرادشتية أو (فنديداد أفستا).۱

من آرائه: تأثّر الأديان الإبراهيميّة بالشريعة الزرادشتيّة، فعلى الرغم من عدم اعتباره زرادشت نبيّاً لكنّه يعتقد بالتأثير الخطير لديانته في الأديان الإبراهيميّة: اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام.

سعى دارمستتر في تحليل العقيدة المهدويّة وكيفيّة ظهور هذا الفكر وسائر العقائد

1.. تُرجم هذا الكتاب إلى الفارسيّة وتمّ نشره أيضاً. راجع: تفسير أوستا، ترجمة موسى جوان.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
152

وتتأثّر هذه النظرة إلى موضوع البحث بالرؤة الخاصّة في البحوث الدينيّة التي تتعامل مع الدين على أنّه ظاهرة إنسانيّة ناجمة عن توليف بين الحاجات والخصائص الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والبيئيّة والعادات والتقاليد العرقيّة والقوميّة، فيكتسب الدين وتعاليمه ووفقاً لهذه النظرة جذوراً إنسانيّة تاريخيّة تفتقر إلى أيّ نوع من الهويّة المتخطيّة لحدود التاريخ والبشريّة؛ أي الربّانية أو المتعلّقة بالوحي.

وينبغي أن لايُعتبر هذا المنهج وكتابة التاريخ على حدّ سواء، فالأخير مجرّد تقرير توصيفيّ محض لما وقع من الأحداث من دون تعليق وإبداء للرأي فيما يتعلّق بأسبابها وأرضيّاتها. وكتابة التاريخ أُسلوب بعض المستشرقين ـ مثل إدوارد بروان ـ في تحليل القضايا المتعلّقة بالإمام المهديّ عليه‏السلام ۱، حيث تُشكّل نتاجاته أهمّ مصادر البحث في الفرق المهدويّة الكاذبة في العقود الأخيرة.

وانتهج كلّ من جيمس دارمستتر وإجناس جولدتسهير وفان فلوتن وديفيد صامويل مرجليوث المنهج التاريخي في تحليل القضايا المتّصلة بالإمام المهديّ عليه‏السلام، واتّفقوا مع بعضهم في القول بأنّ العقيدة المهدويّة قضيّة كاذبة أوجَدَتها الظروف السياسيّة والاجتماعيّة أو الإحباط الشخصيّ والنفسيّ، فاعتقد الناس إثر ذلك بمنقذ ربّاني كذريعة للتوصّل إلى ثورة اجتماعيّة من أجل بلوغ نقاهة روحيّة ونفسيّة.۲

يُعدّ جيمس دارمستتر۳ من أشهر المستشرقين الذين تبَنّوا هذا المنهج في تحليل القضايا

1.. راجع: يك سال در ميان ايرانيان بالفارسيّة، و نقطة الكاف بالفارسيّة .

2.. مهدويت از ديدگاه دين پژوهان غربي بالفارسيّة : ص ۳۶ ـ ۳۷.

3.. جيمس دارمستتر (James Darmesteter )۸۲/(مارس/۱۸۴۹م ـ ۱۹/ اكتوبر/۱۸۹۴م): كاتب فرنسيّ وباحث وعالم بالآثار، ولد بمنطقة شاتو سالن في مدينة ألزاس بفرنسا لأبوين يهوديّين، ترجع أُصوله الأُسريّة إلى مدينة دارمشتات في ألمانيا، ولقبه العائلي يشير إلى ذلك . أكمل دراسته في باريس وشغف بعلوم الشرق، فأوقف حياته على البحث فيها، وألّف كتاباً عن الأساطير الواردة في الأفستا سنة ۱۸۷۵م. شرع بتعلّم اللغة الفارسيّة سنة ۱۸۷۷م، ثمّ كتب ترجمة كاملة لـ «زند افستا» تولّى شرحه وطباعته في ثلاثة مجلّدات. عُيّن أُستاذاً بمؤّسة كوليج دو فرانس في الحيّ اللاّتيني في باريس سنة ۱۸۸۵م. سافر إلى الهند للبحث والتحقيق سنة ۱۸۸۶م، وجمع الأغاني المحلّية في أفغانستان، كما ألّف دراسات في العقائد الإسلاميّة، وكتاباً في أُصول الشعر الفارسيّ سنة ۱۸۸۸م، وكتاباً آخر باسم أنبياء بني إسرائيل سنة ۱۸۹۲م.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 20266
صفحه از 485
پرینت  ارسال به