بجهود تلامذته. وضّح جولتسهير رأيه بالعقيدة المهدويّة الإسلاميّة بالنحو الآتي:
يرجع أصل فكرة المهديّ إلى عناصر يهوديّة ومسيحيّة، وأُضيفت إليها بعض خصائص السوشيانت الزرادشتي، كما زادت عليها أذهان المتخيّلين بعض المطالب أيضاً، فغدت العقيدة بالمهديّ مجموعة من الأساطير... لقد نسبوا أحاديث للرسول صوّرت بدقّة أوصاف المهديّ، في حين أنّ هذه الأحاديث لم ترد بأيّ نحو في المؤّفات التي عنت بجمع الروايات الصحيحة.۱
ثمّ كرر مارغليوث هذه الشبهة في مدخل «المهديّ» بدائرة المعاررف الإسلاميّة، فقال:
وكيفما فسّروا الأحاديث فلا يتحصّل منها دليل مقنع لنتصوّر أنّ نبيّ الإسلام اعتبر ظهور مهديّ للأحياء ضرورة حتميّة من أجل تحقيق الإسلام وإكماله وتعزيزه.۲
ومجموع ما نُشر من دراسات للكتّاب اليهوديّين يقود إلى أنّ هذا الاتّجاه مازال شائعاً بين بعض المستشرقين، كما يجدر التنويه بأنّ الجذور التاريخيّة للتشكيك بصحّة الروايات المتعلّقة بالإمام المهديّ في العالم الإسلاميّ تعود إلى ابن خلدون، وشبهة النظرة الأُسطوريّة إلى العقيدة المهدويّة في الوقت الحاضر ترجع إلى أحمد كسروي.
المرحلة الثانية: تنوّع الأساليب
ظهرت أساليب أُخرى بين المستشرقين ـ إضافة إلى النظرة التشكيكيّة ـ بحثت في كيفيّة تجريد العقيدة المهدويّة من اعتبارها وتأثيرها في الفكر الإسلاميّ، ويمكن عدّ تلك المناهج مرحلة خاصّة في دراسات المستشرقين عن الإمام المهديّ عليهالسلام:
۱. الأُسلوب السياسيّ والاجتماعيّ
استقطب اهتمام الغربيّين جدّاً ظهور الفرق القائمة على أساس العقيدة بالإمام المهديّ عليهالسلام، وما تعرّضت له من انشقاقات، وأصداؤا الاجتماعيّة في العهد القاجاريّ. فمثلاً سعى