۲. العقيدة المهدويّة في الدراسات الأميركيّة
بدأ الأميركيّون الدراسات المهدويّة بخطى وئيدة أبطأ من الأُوروبيّين، متأثّرين أكثر من أيّ وقت مضى بوطأة ماحدث من تطوّرات سياسيّة واجتماعيّة حدثت في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيّما في إيران والكويت والعراق ولبنان.۱
إنّه إقامة مؤمر «المهدويّة والنزعة الألفيّة في الإسلام، مفهوم المهديّ في الإسلام، مفهوم المهديّ في رؤة الشيعة الاثني عشريّة، غيبة المهديّ، سفراء المهديّ» يُعدّ أوّلَ نشاط هامّ لأميركيّين بجهود مركز البحوث الإيرانيّة بجامعة كولومبيا سنة ۱۹۸۵م۲.وعنوان المؤمر يعكس أهمّية القضية المهدويّة عند المقيمين له، وقد أُقيم في وقت خاضت فيه إيران حرباً مفروضة مع عدوّ تعدّ أميركا من مناصريه أيضاً.
بعدها قدّم بلانكدرد سنة ۲۰۰۰م تقريراً لوزارة الخارجيّة ووزارة الدفاع الأميركيّة باسم «الإسلام السنّيّ والإسلام الشيعيّ»، عرض فيه معلومات عن السنّة والشيعة والخلافات العقائديّة بينهما، وأكّد على أنّ العقيدة المهدويّة من موارد الاختلاف بين السنّة والشيعة، وقد جاء هذا التقرير من الناحية الزمنيّة بعد حرب الخليج الفارسيّ الثانية (هجوم الجيش العراقي على الكويت) والانتفاضة الشيعيّة في العراق سنة ۱۹۹۱م.
وتصدّى كلارك في أحد فصول كتابه «تراث الشيعة» سنة ۲۰۰۱م إلى بيان العادات والمعتقدات القديمة والجديدة للشيعة، وتطرّق إلى الإمامة والغيبة أيضاً.۳
كما أنّ بعض الباحثين الإيرانيّين المقيمين في أميركا قدّموا دراسات أيضاً في موضوع العقيدة المهدويّة ونُشرت هناك، و من أشهر هذه المؤّفات: كتاب ظلّ اللّه والإمام الغائب؛ المذهب والسياسة والتطوّرات الاجتماعيّة في إيران، الشيعة من البداية إلى ۱۸۹۰م، تأليف
1.. التشيّع والاستشراق: ص ۲۹۷.
2.۱. Messianism and Millenarianism in Islam (Center for Iranian Studies, Columbia University).
3.۲. Shiite Heritage: Essays on Classical and Modern Traditions, L.Clararke(ed), ۲۰۰۱ .