أرضيّات اهتمام المستشرقين وأبعادها
عني المستشرقون بالعقيدة المهدويّة على مستوى عدّة أبعاد:
الأوّل: دور العقيدة المهدويّة في التطوّرات السياسيّة على صعيد العالم الإسلاميّ وبخاصّة الثورة الإسلاميّة في إيران وظهور نظرية ولاية الفقيه السياسيّة.
الثاني: دور العقيدة المهدويّة في ظهور الحركات الاجتماعيّة السياسيّة، كثورة الفاطميّين بمصر (المهديّ باللّه) والمهديّ السودانيّ.
الثالث: دور العقيدة المهدويّة في نشوء الفرق الجديدة وظهور مدّعي المهدويّة، والاختلافات الداخليّة بين فرقهم.
الرابع: الرؤة العرفانيّة والصوّفيّة لغيبة الإمام المهديّ عليهالسلام وتحليل تأثيراتها.
المسيرة التاريخيّة والنطاق الجغرافيّ
إنّ نظرة عابرة إلى جهود الغربيّين في موضوع الإمام المهديّ عليهالسلام، تزيح الستار عن ثلاثة تقسيمات لها: أوروبيّة، وأميركيّة، وإسرائيليّة.
إنّ أكثر الدراسات الأميركيّة لها أُسلوب تطبيقيّ، ولنتائجها دور في التعامل السياسيّ الثقافيّ مع العالم الإسلاميّ. أمّا المستشرقون الأُوروبيّون فحازوا قصب السبق في مضمار الدراسات المخصّصة بالإمام المهديّ عليهالسلام ونشروا أغلب مؤّفاتهم باللغة الفرنسيّة.
يرى الباحث عبد الجبّار ناجي في كتابه التشيّع والاستشراق عند تطرّقه إلى جهود المستشرقين في التعرّف على المذهب الشيعيّ، أنّ كتابات الأُوروبيّين في العقيدة المهدويّة شملت بحوثاً متنوّعة أولى بعضها عناية خاصّة بشخصيّة الإمام المهديّ عليهالسلام وغيبته.۱
كما سعى الأُورُوبيّون إلى معرفة المذهب الشيعيّ بصفته يُمثّل فرقة دينيّة بغضّ النظر عن