145
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

الدوافع السياسيّة، وهذا هو الفارق بين الدراسات الأُوروبيّة والأميركيّة في بحث العقيدة المهدويّة. وفيما يلي نستعرض دراسات الغربيّين عن الإمام المهديّ عليه‏السلام وفقاً للتقسيم الثلاثيّ المذكور:

۱. العقيدة المهدويّة في الدراسات الأُوروبيّة

يمكن العثور في فرنسا على بدايات جهود الأُورُوبيّين الرسميّة في التعرّف على العقيدة المهدويّة، حيث أُقيم في ستراسبورغ بولاية ألزاس الفرنسيّة سنة ۱۹۶۸م أوّل مؤمر دوليّ للمستشرقين عن التشيّع الاثني عشريّ بعنوان «التشيّع الإمامي»، حضره مستشرقون معروفون، منهم: هنري كوربين، و ولفرد مادلنج، و رينر غرمليش، و آن لمبتون، ونصف الباحثين المشتركين فيه من الخبراء المسلمين الشيعة، كالسيّد موسى الصدر وعبد الجواد فلاطوري.

والملاحظة اللاّفتة للنظر هي إقامة هذا المؤمر قبل وقوع الثورة الإسلاميّة في إيران، ممّا يعكس أهميّة التعرّف على الشيعة في هذه الفترة لدى الغربيّين. وجميع بحوث هذا المؤمر تصدّت لدراسة العقيدة المهدويّة وغيبة الإمام المهديّ عليه‏السلام في سامرّاء وفقاً لتصريح عبد الجبّار ناجي۱، وطُبعت بحوث المؤمر باسم «التشيّع الإمامي» في فرنسا عدّة مرّات.۲

ومن النشاطات البحثيّة الأُوروبيّة الأُخرى في هذا المجال مقالة «الولاية من منظار الشيعة في عهد غيبة الإمام»، تأليف ولفرد مادلنج، وأدرجها جورج مقدسي في كتابه «مفهوم الولاية في القرون الوسطى»۳، ونُشر هذا الكتاب في باريس سنة ۱۹۸۲م؛ تطرّقمادلنج في المقالة إلى تأثير غيبة الإمام في الفكر السياسيّ الشيعيّ وبخاصّة مفهوم السلطة السياسيّة.

1.. التشيّع والاستشراق: ص ۲۸۸.

2.۱. Le Shiisme Imamate, Calloqe Strasbourg ۱۹۶۸, Paris, ۱۹۷۰.

3.۲. La Notion dautor au Moyen Age, George Makdise(ed), (Paris, ۱۹۸۲).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
144

أرضيّات اهتمام المستشرقين وأبعادها

عني المستشرقون بالعقيدة المهدويّة على مستوى عدّة أبعاد:

الأوّل: دور العقيدة المهدويّة في التطوّرات السياسيّة على صعيد العالم الإسلاميّ وبخاصّة الثورة الإسلاميّة في إيران وظهور نظرية ولاية الفقيه السياسيّة.

الثاني: دور العقيدة المهدويّة في ظهور الحركات الاجتماعيّة السياسيّة، كثورة الفاطميّين بمصر (المهديّ باللّه‏) والمهديّ السودانيّ.

الثالث: دور العقيدة المهدويّة في نشوء الفرق الجديدة وظهور مدّعي المهدويّة، والاختلافات الداخليّة بين فرقهم.

الرابع: الرؤة العرفانيّة والصوّفيّة لغيبة الإمام المهديّ عليه‏السلام وتحليل تأثيراتها.

المسيرة التاريخيّة والنطاق الجغرافيّ

إنّ نظرة عابرة إلى جهود الغربيّين في موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام، تزيح الستار عن ثلاثة تقسيمات لها: أوروبيّة، وأميركيّة، وإسرائيليّة.

إنّ أكثر الدراسات الأميركيّة لها أُسلوب تطبيقيّ، ولنتائجها دور في التعامل السياسيّ الثقافيّ مع العالم الإسلاميّ. أمّا المستشرقون الأُوروبيّون فحازوا قصب السبق في مضمار الدراسات المخصّصة بالإمام المهديّ عليه‏السلام ونشروا أغلب مؤّفاتهم باللغة الفرنسيّة.

يرى الباحث عبد الجبّار ناجي في كتابه التشيّع والاستشراق عند تطرّقه إلى جهود المستشرقين في التعرّف على المذهب الشيعيّ، أنّ كتابات الأُوروبيّين في العقيدة المهدويّة شملت بحوثاً متنوّعة أولى بعضها عناية خاصّة بشخصيّة الإمام المهديّ عليه‏السلام وغيبته.۱

كما سعى الأُورُوبيّون إلى معرفة المذهب الشيعيّ بصفته يُمثّل فرقة دينيّة بغضّ النظر عن

1.. التشيّع والاستشراق: ص ۲۹۰.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15374
صفحه از 485
پرینت  ارسال به