المحور التاسع
الإمام المهديّ عليهالسلام في كتابات المستشرقين۱
على الرغم من أنّ دراسات الغربيّين للإسلام شرعت منذ أمد تجاوز القرنين من الزمان، إلاّ أنّ بحوثهم عن الشيعة تأخّرت كثيراً، وتصاعدت وتيرتها في العقود الأخيرة من القرن العشرين إثر التطوّرات السياسيّة و الاجتماعيّة في إيران ولبنان والعراق، ومع ما بُذلت من جهود في الفترة الأخيرة، إلاّ أنّ هذه الدراسات مازالت في بداية مشوارها، ومن هنا يفتقر الغربيّون لمرجع ساطع وشامل عن الشيعة والتشيّع.
ذكر بعض الباحثين سببين لتهميش الدراسات الشيعيّة في الغرب، هما: قلّة البحوث المؤّفة باللغات الأُوروبية عن الشيعة الإماميّة، وصعوبة العثور على مصادرها الأوّليّة من جهة۲، وشيوع النظرة الخاطئة لأهل السنّة عن المذهب الشيعيّ بين المستشرقين من جهةأُخرى۳، وبخاصّة العامل الثاني الذي تسبّب في نظرتهم إلى الشيعة الإماميّة على أنّهم فرقةهامشية أو مبتدَعة في الفكر الإسلاميّ، وأنّ رؤتهم للإسلام ليست رسميّة و غير مقبولة؛ ولذلك أطلق المستشرقون مصطلح الإسلام الشيعيّ۴ لبيان هذا التضادّ واستخدموه تحت