ثورة، تتقوّم على أساس الدين، على أساس الفقه، على أساس الشريعة، من الّذي كان يتصوّر ذلك؟! لا أحد، ولو قال شخص: إنّي كنت أعلم بحدوث ذلك، فلا يكون إلاّ من خلال طرق غيبيّة؛ لأنّ الحسابات لا تفصح عنه أبدا. غير أنّه تحقّق، فلنعلم أنّ ذلك الوعد الأصلي، ذلك العمل العظيم سيتحقّق أيضا. وهذا أُنموذج ممّا سيحدث، فيجب الانتظار.
ورؤية الأديان هذه إلى خاتمة المطاف ونهاية مسير القافلة البشرية، هي نظرة تبعث على مزيد من الأمل. والحق أنّ حالة الانتظار وحالة الارتباط والعلاقة بإمام العصر (أرواحنا فداه)، وانتظار ظهوره، وانتظار ذلك اليوم، واحدة من أعظم نوافذ الفرج للمجتمع الإسلامي. ونحن ننتظر الفرج، وهذا الانتظار نفسه فرج، هذا الانتظار ذاته هو نافذة للفرج تدعو إلى الأمل والعزم، وتحول دون الإحساس باللاجدوى، والخسران، واليأس، والحيرة والضياع حيال المستقبل. تهب الأمل والهدف معا.
هذه هي قضية إمام العصر عليهالسلام، ونرجو من اللّه سبحانه أن يجعلنا من المنتظرين بجميع ما تحويه هذه الكلمة من معانٍ حقيقية، ويُقرّ أعيننا بتحقّق هذا الوعد الإلهي.
فيما يتعلّق بمجموعة أعمالكم أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء بإدارة فضيلة الشيخ الري شهري و التي أنجزتموها في هذه الأعوام، فينبغي حقّا أن أشكركم عليها، فقد أُنجزت أعمال حديثة وجيدة للغاية. والمهمّ هو أن تتنشط الأذهان لمعرفة مواقع الفراغ، وهذا بحدّ ذاته فنّ عظيم، فالعثور على الضالّة فنّ مهم، حيث يتحرّى الإنسان ويجد مجالات الفراغ. ومجموعتكم هذه اجتازت ـ لحسن الحظّ ـ اختبارا موفّقا في هذا المجال، فعثرت على مجالات الفراغ وسعت إلى ملئها.
فقضية القرآن والحديث قضية في غاية الأهمّية، وأهمّ مرجع في موضوع العقيدة المهدوية والقضايا المتعلّقة بإمام العصر عليهالسلام ـ مثل: الانتظار، وطول العمر، وعصر حكومته، وواجبات المنتظرين، وقضايا أُخرى متنوّعة ـ هو عبارة عن الحديث وما نقل عن الأئمّة عليهمالسلام، حيث إنّه لايدع مجالاً للشكّ، وهذا هو أهمّ الأُمور.
أنا اعتقد أيضا بما أشار إليه فضيلة الشيخ الري شهري، من إمكانيّة اتّخاذ الشواهد العقلية والاعتبارية بصفتها مؤيّدات للموضوع، غير أن الفيصل القاطع في الأمر هو المصادر