133
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ويرون إمكانية الخلاص بأيّ واحدة منها. ويبدو، انّه على الرغم من اختلاف المنقذ الموعود في كلّ دين عن الآخر، وادّعاء أشخاص متعدّدين في كلّ منها أنّه المنقذ الموعود على مدار فترات مختلفة، إلاّ أنّ جماهير الشعب تسعى وراء منقذ واحد يقود جميع العالم نحو التنسيق والسلام العظيم، ولايهمّهم انتماؤ إلى دين خاصّ أو حتّى اتّسامه باسم خاصّ. ويُعدّ تعدّد المنقذين في كلّ واحد من هذه الأديان دليلاً آخر يكشف عن أنّ الجماهير لا يترقّبون شخصا معيّنا، بل إنّهم ينتظرون شخصا ذا أوصاف عامّة تحت عنوان المنقذ.۱

1.. من المصادر الأُخرى التي رجعنا إليها لتكميل هذه المقالة مايلي: سهروردي داناي حكمت باستان، وراهنماى أديان زنده، وآيين هندو، ومنجي در آيين بودا، وفرهنگ أديان جهان، ومجلّة هفت آسمان: العدد ۹ مقالة «گونه‏شناسى انديشه منجى موعود در أديان»، علي موحّديان عطّار كلّها بالفارسيّة .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
132

الحواجز التي أُقيمت أحياناً بوجه الهدف في جميع هذه الأديان الداعية إلى الخلاص الجماعيّ، فاكتفى الناس بالحدّ الأدنى وفكّروا بالخلاص الفرديّ.

۹ ـ من المميّزات الاُخرى للمنقذ الصينيّ الموعود التي ترجع إلى البُعد الإنسانيّ والخلاص الجماعيّ؛ هي تصدّيه للحكم. ويمكن تصوير الخلاص الجماعيّ على أنحاء ثلاثة:

الأوّل: اعتباره أمرا أُخرويّا أساساً، ينجو في ظلّه جميع أفراد البشر، ونستطيع أن نعدّ ظاهرة الخلاص المسيحيّة في ديانتها من هذا النمط.

الثاني: اعتباره نوعا من النجاة في الدنيا لا تتمركز حول تشكيل حكومة ما، بل تقيم أرضيّات السعادة والرفاه والعدالة دون تأسيس الحكم.

الثالث: اعتباره نوعا من النجاة الدنيويّة والفرديّة تتحقّق في ظلّ حكومة عالميّة.

وترى الثقافة الصينية أنّ للحكومة منزلة عظيمة، فهي أمر ملكوتيّ، ويمكن القول بناء على التصريحات المطروحة عن الخلاص أنّ النجاة في الثقافة الصينيّة تتمّ في ظلّ حكومة شاملة.

إنّ من مميّزات عقيدة المنقذ الموعود في الثقافة الصينيّة أنّ له منحىً ماضويّاً، فتضمّ الثقافة المذكورة شيئاً باسم «إعادة الخلق»، وقد تحقّق على أيدي الأباطرة الأُسطوريّين في عهود قديمة أُطلق عليها بـ «العصر الذهبيّ»، وتأمل عامّة الناس في إحياء ذلك العصر بمجيء المنقذ الموعود. وتأتي هذه القضيّة وفقاً لما تقتضيه النظرة الكونيّة الصينيّة أيضاً؛ لأنّ نظرتهم للعالم قائمة على أساس أدواريّ يتكرّر وفقاً لأدوار منظّمة، وبناء على هذه النظرة فالعصر الذهبيّ قد تحقّق قبل سابقا عدّة مرّات لا مرّة واحدة، ومازلنا في طريق تحقّقه مرّة اُخرى.

۱۱ ـ آخر ميزة لعقيدة المنقذ الموعود في ثقافة الصين هي أنّ الصينيّين ينظرون بتبجيلٍ للأديان المطروحة في ثقافتهم، ومنها الأديان الثلاثة: الكونفوشيوسيّة، والطاويّة، والبوذيّة،

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15837
صفحه از 485
پرینت  ارسال به