۵ ـ جانب آخر من السلام العظيم كونه يغطّي الكون وجميع العالم، فالكمال العالميّ في تعاليم المنقذ الصينيّ الموعود لايشمل البشر فحسب، بل يغطّي ذرّات العالم بأجمعها، كما لاتقام العدالة المطروحة في هذه التعاليم بين الناس وحدهم، بل تُصلح العلاقات بين البشر والطبيعة (الحيوانات والنباتات والجماد) أيضاً؛ لأنّ السلام العظيم في الثقافة الصينيّة يوصل الكون كلّه إلى الانسجام والاعتدال، ويُفضي إلى استئصال أيّ ذرّة من الظلم والإجحاف في جميع أرجاء العالم.
۶ ـ من جانب آخر، إنّ تعاليم السلام العظيم في الثقافة الصينيّة لا تُصلح العلاقات الماديّة للإنسان فحسب تحت ظلال العدالة، بل تنشر الفضائل الأخلاقيّة بنحو تُقصي الإنسان عن الأنانيّة، وبعد ازدهار العدالة تُقيم الإيثار والتسامح والعطف والرحمة بين البشر.
لقد أكّدت الثقافة الصينيّة على الجوانب الأخلاقيّة للسلام العظيم أكثر من الجوانب الماديّة، بحيث اعتبرت إحدى الخصائص المهمّة للمنقذ الموعود امتلاكه لقوّة أخلاقيّة يسيطر بها على جميع البشر؛ لا بالقوّة العسكرية.
۷ ـ على الرغم من أنّ للمنقذ الموعود صفات إلهيّة في الثقافة الصينيّة، لكنّها تعتبره خبيراً بالقضايا الدنيويّة أيضاً، وهذا لا يُستشفّ من مجموع هذه التعاليم فقط، بل هو واضح من بعض التنظيرات المطروحة في أنّ المنقذ الموعود ينبغي أن يكون عالماً بالشعائر، وحتّى بعلم الموسيقى.
۸ ـ اتّضح من الخصائص السابقة أنّ تعاليم المنقذ الصينيّ الموعود لا تتطلّع إلى خلاص مجموعة وأفراد مخصّصين أو هي مقتصرة على المجتمع الصينيّ، بل هي تشمل جميع أفراد البشر، ولكن من المفيد الإشارة إلى أنّ بعض المجتمعات الصينيّة أو بعض الفترات في تاريخ الصين قد نادت بالخلاص الفرديّ، حيث شُغل البشر إمّا بالتفكير فقط في خلاص أنفسهم على يد المنقذ، وإمّا باعتبار مجموعة خاصّة هي الناجية. وقد نشأت هذه الاختزالية بسبب