الدينيّ. وتُعرض عضويّة الكتل الاجتماعية للشعب الصينيّ في هذه الأديان أيضا عبر مشاركته في إقامة تلك السنن والمراسيم؛ من قبيل طيّ مراحل الحياة والمهرجانات السنويّة، وليس عن طريق الانصياع العقلائيّ لمجموعة من الآداب الملهَمة. وبناءً عليه، فللدين الصينيّ ماهيّة ثقافيّة أكثر ممّا هي عقائديّة. وجميع السنن والأنظمة الدينيّة التي وردت من الخارج ودخلت المنظومة الثقافيّة الصينيّة المعقّدة خضعت لضرورة التكيّف مع القيم الدينيّة والثقافيّة في الصين من أجل المحافظة على بقائها ونشاطها.۱
انطوت الثقافة الصينيّة على ثلاثة أديان: الكونفوشيوسيّة، والطاويّة، والبوذيّة، مُزجت مع بعضها بشدّة فظهر بين الشعب دين واحد باسم «سونغ جيائو»، ويغطّي كلّ واحد من الأديان الثلاثة بعداً من أبعاد هذا الدين؛ فالديانة الكونفوشيوسية لها بُعد أخلاقيّ وتهتمّ بإقامة الشعائر، والطاويّة تعتني بالأنظمة وبرامج الاحتفالات السنوية، والبوذية تُعنى بتقليل المعاناة الأُخروية والنجاة ومراسم الأموات.
وعقيدة الموعود النافذة في أعماق المجتمع الصينيّ تعود إلى الديانتين: الكونفوشيوسيّة والطاويّة، سواء على صعيد النصوص الدينيّة أو على صعيد تأثير نصوص وتعاليم تينك الديانتين في الشعب الصينيّ.
فممّا ورد في الطقوس الكونفوشيوسيّة ونصوصها من بحوث المنقذ الموعود:
الرجل المكلّف من قِبَل السماء لينفذ إلى قلوب البشر، فيستتبّ السلام في ربوع الأرض، شخص أمرتْه السماء، صامد في متابعة هدفه؛ ولذلك تتّجه الكرة الأرضيّة نحو الكمال.۲
كما جاء بحث المنقذ الموعود في الديانة الطاويّة ونصوصها، فقيل مثلاً:
السلام العظيم الذي أوجده ملوك العصر الذهبيّ القديم بواسطة الحكومة الطاويّة،