129
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

جلبه رسول إلهيّ يُدعى بالقائد السماويّ.۱

من خصائص هذه الفترة: حكم الأكفاء، والإيثار، والتسامح، فالناس فيها رحماء يتعاطفون مع بعضهم، ويعمّ السلام والأمان جميع بقاع الأرض؛ لأنّ الأهواء النفسيّة قد قُمعت ولا يُفسح لها مجال. وأمّا أفضل خصائص هذه الحكومة فهي الروح الموحّدة التي تشمل جميع شعوب العالم، وهذا عهد وحدة الشريعة وتحقّق الأُمّة الواحدة، عصر لايشاهد فيه البشر تقسيمات عرقيّة وقوميّة واقتصاديّة، فمال العالم وثرواته ملك للجميع.

ثمّ إنّ إحدى خصائص المنقذ ـ خلافاً للملوك العاديّين ـ امتلاكه لقوى معنويّة خاصّة، بوسعها أن تنشر الخير والبرّ في جميع أنحاء العالم الذي يرتمي بعفويّة في طاعته. وله سمة في غاية الأهميّة و هي امتلاكه للقلوب، فلا يكتفي الملك المنقذ بالهيمنة الظاهريّة على الناس، ويأخذ بنشر الفضائل الأخلاقيّة بين البشر، ولعمله هذا علاقة وثيقة بقدراته وبإطاعة الناس التلقائيّة له.

وتتلخّص من مجموع البحوث عن المنقذ الموعود في الديانات الصينيّة النقاط التالية:

۱ ـ تبشّر التعاليم الصينيّة بشخص معيّن له خصائص سامية يثور من أجل إنقاذ العالم، وعلى الرغم من أنّ الرؤية الكونيّة الصينيّة تشتمل بحدّ ذاتها على فكرة أنّ العالم سيصل إلى كماله المنشود على أيّ حال، وتحتوي عصوره أساساً على عهد ذهبيّ، ولكنّ شيئاً من هذا لن يحدث بمجرّد تطوّر الظواهر الطبيعيّة، وبلوغ هذه الغاية بحاجة إلى شخص مقتدر له قوى خاصّة تفوق قدرات البشر. وهذا الشخص لايتحرّك باتّجاه يعاكس السير الطبيعيّ للعالم، فتطوّر الظواهر الطبيعيّة يُعدّ أمرا ضروريّا لبلوغ العالم إلى كماله العامّ. غير أنّ أيّاً من تلك الظواهر لن تسدّ الفراغ عن الحاجة إلى هذا الشخص؛ لأنّ له مكانة عظيمة بصفته المكمّل لجميع هذه التطوّرات الجزئيّة.

1.۱. Celestial Master (Tien Shih).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
128

الدينيّ. وتُعرض عضويّة الكتل الاجتماعية للشعب الصينيّ في هذه الأديان أيضا عبر مشاركته في إقامة تلك السنن والمراسيم؛ من قبيل طيّ مراحل الحياة والمهرجانات السنويّة، وليس عن طريق الانصياع العقلائيّ لمجموعة من الآداب الملهَمة. وبناءً عليه، فللدين الصينيّ ماهيّة ثقافيّة أكثر ممّا هي عقائديّة. وجميع السنن والأنظمة الدينيّة التي وردت من الخارج ودخلت المنظومة الثقافيّة الصينيّة المعقّدة خضعت لضرورة التكيّف مع القيم الدينيّة والثقافيّة في الصين من أجل المحافظة على بقائها ونشاطها.۱

انطوت الثقافة الصينيّة على ثلاثة أديان: الكونفوشيوسيّة، والطاويّة، والبوذيّة، مُزجت مع بعضها بشدّة فظهر بين الشعب دين واحد باسم «سونغ جيائو»، ويغطّي كلّ واحد من الأديان الثلاثة بعداً من أبعاد هذا الدين؛ فالديانة الكونفوشيوسية لها بُعد أخلاقيّ وتهتمّ بإقامة الشعائر، والطاويّة تعتني بالأنظمة وبرامج الاحتفالات السنوية، والبوذية تُعنى بتقليل المعاناة الأُخروية والنجاة ومراسم الأموات.

وعقيدة الموعود النافذة في أعماق المجتمع الصينيّ تعود إلى الديانتين: الكونفوشيوسيّة والطاويّة، سواء على صعيد النصوص الدينيّة أو على صعيد تأثير نصوص وتعاليم تينك الديانتين في الشعب الصينيّ.

فممّا ورد في الطقوس الكونفوشيوسيّة ونصوصها من بحوث المنقذ الموعود:

الرجل المكلّف من قِبَل السماء لينفذ إلى قلوب البشر، فيستتبّ السلام في ربوع الأرض، شخص أمرتْه السماء، صامد في متابعة هدفه؛ ولذلك تتّجه الكرة الأرضيّة نحو الكمال.۲

كما جاء بحث المنقذ الموعود في الديانة الطاويّة ونصوصها، فقيل مثلاً:

السلام العظيم الذي أوجده ملوك العصر الذهبيّ القديم بواسطة الحكومة الطاويّة،

1.. فرهنگ أديان جهان بالفارسيّة: ص ۸۴۵.

2.. مكالمات كنفوسيوس بالفارسيّة: ص ۱۵۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15876
صفحه از 485
پرینت  ارسال به