والخلاصة: إنّ الموعود البوذيّ في هذه التطوّرات إله واحد له ثلاثة أدوار مختلفة، ويتشكّل بثلاثة أشكال في ثلاث فترات وأماكن متباينة، فهو:
أ ـ إنسان عاديّ في العالم الترابيّ الماضي.
ب ـ بوذا حاكم عالم توشيتا في الوقت الحاضر.
ج ـ بوذا طاهر أصليّ باسم «كتومتي»في المستقبل البعيد.
والموعود البوذيّ يتطلّع إلى المستقبل؛ لأنّه لم توجد مثل هذه الأوضاع للوصول إلى نيرفانا في الماضي، ولكن قبل أن ينقص طول عمر الإنسان وجدت فترة سلام واطمئنان أيضاً كعهد ميتريا، ومن هنا ربّما تشبّهت بالمرحلة الماضية من لحاظ المجتمع والحياة الظاهرية للناس، غير أنّها من حيث الخلاص المعنويّ حالة فريدة ومثاليّة ناظرة إلى المستقبل.
أثّرت النصوص الدينيّة حول الموعود البوذيّ في حياة الناس وفي المعتنقين للبوذيّة أكثر ممّا جاء في نصوص شريعة بالي وغيرها ممّا سبقت الإشارة إليه، ويرى الناس وأتباع الديانة البوذيّة من الناحية العمليّة أنّ ميتريا هو بوذاسف حيّ وله دور، واعتبروا الوصول إلى حضرته سنّة متواصلة. غير أنّ أخبار النصوص المقدّسة المنوّعة ـ والمتناقضة أحياناً ـ للديانة البوذيّة تعكس حالة التذبذب في عقيدة الموعود، ويمكن للبوذيّين والعوامّ إدراك تطوّرها كمنظومة فكريّة، كما في وسع الحكّام والسياسيّين الاستفادة منها.
إذن ينبغي اعتبار أنواع الموعودين البوذيّين التي طالتها يد التغيير على مدى القرون، متباينة في بعض خصائصها الظاهريّة والمفهوميّة إذا ما قيست بمختلف الشرائع.
المنقذ في الأديان الصينيّة
بُنيت الأديان الصينيّة بنحو تقليديّ على أساس سُنن العبور من مراحل الحياة (الولادة والبلوغ والزواج والدفن)، ومداولة المهرجانات السنويّة القائمة على أساس التقويم