المؤنون التوسّل به للحصول على دارما والكمال المعنويّ، ومن هنا لاينحصر عمل ميتريا في الإنقاذ بآخر الزمان، وأمّا في النهاية فهو منقذ للمجتمع؛ لأنّه يستلم الحكومة العالميّة من آخر مَلِك قبله ويحكم الأرض.
ويُستشفّ من النصوص المقدّسة أنّ أيّ ملك من الملوك ـ وفي ضمنهم ميتريا نفسه ـ إذا لم يعمل بواجبه جيّداً ليقيم المساواة في المجتمع، فسيزحف الانحطاط إلى حياة البشر مرّة أُخرى. طبيعيّ أنّ الصلح والأمان مستتبّ في عصره، وهو في هذه الموارد يواصل طريق الملوك القدماء فقط، وأصل إنقاذه الجمعيّ يتعلّق بالانقاذ المعنويّ للبشر وإيصالهم إلى نيرفانا.
وفي وسع ميتريا مزاولة عمله الاجتماعيّ دون أن يأخذ الحكم العالميّ من الملك السابق له، ويقود الشعب إلى نيرفانا، ولكنّ استلامه للحكم يعكس قلقه على المجتمع وتحضيره لخطّة من أجله. وإذا ما حصل على المُلك بدون حرب، فهذا لايدلّ على أنّه ليس منقذاً اجتماعيّاً، بل التطوّر الأخلاقيّ للإنسان وفضائله ستبعث على وصوله إلى الحكم من دون سفك للدماء، ومازال الناس يعتقدون بأنّ المدينة الفاضلة التي خُلقوا من أجلها ستتحقّق على يديه.
والموعود البوذيّ ليس إقليميّاً أو قوميّاً أبداً؛ لشمول رسالته واتّساعها للعالم بأسره، فكلّ من يروم الوصول إلى نيرفانا سيأخذ ميتريا بيدهِ، لكنّ بعض التعابير توحي بأنّه زعيم دينيّ مقدّس؛ أي يتوجّب على الشخص أن يعقد إرادته على العمل بدارما لكي يسهّل ميتريا وصوله إلى نيرفانا. وعلى الرغم من وصول البشر إلى حدّ في الرقيّ الأخلاقيّ بحيث يطلب الجميع الوصول إلى الكمال، إلاّ أنّهم لم يُسلَبوا الاختيار بأيّ نحو كان، وفي النهاية يختارون طريق دارما، ولا إجبار في الوصول إلى نيرفانا.
تقام في عصر ميتريا مدينة فاضلة باسم «كتومتي»، وأساس قيامها: البلوغ الفكريّ للناس، وما سيقع في عهد ميتريا من معجزات فصّلتها النصوص الواردة في غير شرعة بالي،