تقول فقرة من أكني بورانا (من نصوص بورانا): «يؤّس قانوناً أخلاقياً بنحو مناسب في ورنات رباعية»، فالقوانين «ورن» أو الطبقات الاجتماعيّة من خصائص الديانة الهندوسيّة، ومن يخرج عن هذه الطبقات يعتبرونه «مَلِجه»؛ أي ليس بـ «آريّ» وشريف، بل ويعدّونه نجساً «جنداله».
وربّما يمكن القول بأنّ عقيدة الموعود في الديانة الهندوسيّة تضارع الديانة نفسها: قوميّة تتمركز حول محور الآريّة، ومنقذها الموعود يتّبع القيم الطبقيّة الهندوسيّة وإن سعى لخلاص العالم، إلاّ إذا حاولنا تأويل مفاهيم من قبيل الهندوسيّة والآريّة.
ويعتقد بعضهم أن ليس لكلكي أيّ هدف سوى إحياء «دارما» وإعادة العصر الذهبي «كرتا يوغا»، وبناء عليه يعدّ كلكي من الموعودين الناظرين إلى الماضي. ولكن يمكن القول من جهة أُخرى بأنّ هدف الموعود الهندوسيّ ناظر إلى الماضي والمستقبل؛ لأنّ التاريخ والزمان وحركة العالم دائريّة في العقيدة الهندوسيّة، وهذه الدوائر تتّحد ماهيّةً مع إمكانيّة اختلاف أسمائها، فيفقد الماضي والمستقبل مفهومه المطلق وفقاً لهذه الرؤية، ولا يكون لهما معنى إلاّ إذا قسناهما بالنسبة إلى نقطة مفترضة، فيمكن القول بأنّ نظرة الموعود الهندوسيّ ليست إلى الماضي ولا إلى الحاضر.
ومن هنا نصل إلى نتيجة؛ هي أنّ للموعود الهندوسيّ نوعاً من الوظائف العالميّة، وهدفه ـ وهو الإقامة الكاملة لدارما ـ لايتحقّق إلاّ بانتهاء دورة تاريخيّة (مها يوغا) والعودة إلى الدورة الأُولى من الأدوار الرباعيّة التاريخيّة (كرته يوغا)، ولا تتوفّر تلك الأوضاع المنشودة ـ التي يمكن أن نطلق عليها بقليل من التسامح اسم الجنّة الأرضيّة ـ إلاّ بعودة التاريخ وبسلسلة من التغيّرات الكونيّة، وعليه فتصحب قيامَ الموعود الهندوسيّ تغيّرات خطيرة في كلّ العالم، وهذا يكفي لدرجه ضمن الموعودين الكونيّين، وكذلك في الموعودين النهائيّين بنحوٍ ما.