سيُقتل أيّ شخص أينما كان بيد كلكي، أُولئك هم الملحدون والجشعون والمراؤن والزنادقة والظالمون. سيأتي حوله مئات وآلاف البرهمانيّين المسلّحين، وسيعقبه جيش كامل من راكبي الفيلة والعربات.۱
كما جاء في المهابهارات أيضاً:
هو سيكون ملكاً ويدير الدفّة، مستظهر بالقانون، ويقود العالم المشحون بالاضطراب نحو الطمأنينة. وحينما يجتمع حوله البراهمانيّون، سيجتثّ ذلك البراهمان جميع ذرّية الأجانب الرذلين أينما كانوا.۲
الموعود الهندوسي من حيثيّة ماهويّة هو موعود خاصّ ومتعيّن أيضاً؛ لأنّه إنسان له اسم ونسب وأُسرة ومسقط رأس معلوم وقد سُجّلت صفاته في النصوص قبل قرون من ظهوره، وبالرغم من أنّه يطأ هذا العالم بهيبة إنسانيّة؛ إلاّ أنّ له سمة إلهيّة، فهو هبوط الإله، بل الإله ذاته وفقاً لعقيدة الهندوسيّين، وواجبه الأساسيّ في النصوص الهندوسيّة تأسيس وتعزيز «دَرما»۳، وعند استقرارها بنحو تامّ يقترب العالم نحو الكمال بدرجة أكبر معنويّا واجتماعيّا.
إذن يمكن اعتبار أنّ للمنقذ الهندوسيّ وظيفتين: اجتماعيّة ومعنويّة في آن واحد، ولكن أكثر الأخبار الواردة في نشاطات كلكي ـ كما رأينا ـ هي من سنخ الأُمور الاجتماعيّة؛ مثل اجتثاث جذور الظلم والفساد، وإبادة المجرمين، وإقامة العدل ونشر الأمان. وبناءً على ذلك يبدو أنّ دور كلكي الأساسي ـ على الأقلّ في بيان النصوص الهندوسيّة ـ ذو سمة اجتماعيّة.
أمّا نطاق رسالة ذلك المنقذ فلا يمكن التعليق عليها بسهولة، فبعض النصوص تخبر عن عالميّة رسالته، ويبدو من بعضها الآخر أنّها تشمل شعباً وأُمّة أو أتباع دين خاصّ، فمثلاً
1.۱ . Ancient Indian Tradition and Mythology;[Puranas in Translation], Shastri, vol. ۳۷, p۴۱۱.
2.۲ . The Mahabharata, vol.۲, p.۵۹۷.
3.. درما: المعيار الأخلاقي أو العدالة العامّة التي يجب على كلّ شخص مراعاتها راجع: آيين هندو «بالفارسيّة»: ص ۳۱.