المنقذ في الديانة الهندوسيّة
تُطلق الهنودسيّة على ديانة ذات اتجاهات شتّى، تطوّرت في الهند خلال الثلاثة آلاف عام الأخيرة، وتشكّل الآن عقائد و طقوس دينيّة لما يربو على خمسمئة مليون هندوسي، يعيش ۸۰% منهم في الهند.
ولايمكن فهم الحياة الدينيّة للهندوسيّين إلاّ بإدراك مفهوم الوحدة في الكثرة؛ لأنّ الديانة الهندوسيّة لا تحمل خصائص الأديان الموحّدة بأيّ نحو كانت، فليس لها مؤّس معيّن، ولا عقيدة واحدة، ولا كتاب مقدّس واحد يُسلّم به الجميع، ولا تمتلك حتّى لائحة قوانين أخلاقيّة أو نظام إلهيّ واحد، ولا مفهوم محوريّ واحد عن الإله.
تنطوي الهندوسيّة على عدد متكثّر من مواقف دينيّة في غاية التنوّع، ويلاحظ فيها تارة أديان محلّية صغيرة محسوبة على مستوى عدّة قرى فقط، كما نعثر على فرق كبيرة مثل عقيدة و«شن» أو «فيشنو»، وعقيدة «شيو» أو «شيفا» اللتين يعتنقهما الملايين، ولهما أساطيرهما الثرّة ومعابدهما ورموزهما وإلهيّاتهما الخاصّة، ويمكن عدّ كلّ واحد منهما ديناً من موقعه.۱
وربّما يمكن اعتبار الديانة الهندوسيّة هي الأكثر تنوّعاً في الاتّجاهات والفرق استناداً إلى الأوصاف السابقة، ومع ذلك ففي وسعنا أن نذكر ثلاثة من فرقها أو مذاهبها الأصليّة هي: فيشنو، وشيفا، وشاكتي. وعلى أيّ حال، غدا هذا التنوّع الاعتقادي باعثاً على أن لا تتكثّر الأُصول الاعتقاديّة المشتركة بين المذاهب والفرق الهندوسيّة.
أمّا بحث المنقذ، فعلى الرغم من تطرّق جميع المذاهب الهندوسيّة له، ولكنّه يتجلّى في مذهب فيشنو أكثر من غيره، ولذلك سنمرّ سريعاً فيما يلي على هذا المذهب فحسب.
إنّ المحور الرئيسيّ للمذهب المذكور عبادة فيشنو كإله عظيم هبط مراراً إلى الأرض، وعلى الرغم من أنّ عقيدة اُوتاره (هبوط الإله) يمكن العثور عليها في سائر المذاهب