117
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

بعضهم، وتزداد النعم والخيرات وتزول المجاعات. ولكنّ هذا الزمان ـ كأعوام المنقذ الأوّل ـ لا يدوم كثيراً، وفي الثلاثين عاماً من نهاية الألفيّة سيولد هوشيدرماه من ذريّة زرادشت، وستُنهي بركة وجوده حياة أهريمن وجميع جنوده ويتلاشى من الوجود إلى الأبد، وينجو العالم من شرور القوى الأهريمنيّة۱، وفي بلد خونريث۲ سينأى الخُلُق الحيوانيّ عن الإنسان، وسوف تلمع أجساد الناس كالشمس.

ويكون واجبُ آخِرِ منقذٍ الأخذُ بيد الناس إلى الكمال، وبجهوده تُسيطر رؤة الغاتات وأخلاقها على العالم مدّة ۵۸ عاماً، وسيُتمّ ما بدأه زرادشت.

وبعد أن أثمرت جهود سَوشيَنت، يصل دور فَرَشوكرِتي۳ (يوم القيامة)، يوم تُبعث الأجساد الميّتة إلى الحياة، ويتجدّد العالم بأمر الإله، وينتهي السوء، ويعمّ الخير أرجاء العالم.

وخلاصة النصوص الزرادشتية في باب عقيدة المنتظر هي أنّ لسوشينت معنىً دينيّا تماماً في الغاتات؛ ويُقصَد به أيّ قائد ورِع (دي ستيز)۴ يحارب قوى الظلام.

وعلى الرغم من أنّ شخصيّات عقيدة الموعودين الواردين في الأناشيد المنسوبة إلى زرادشت لم تُستكشف بنحو كامل، إلاّ أنّ زرادشت قدّم تعاليم جديدة وفريدة في هذا المجال؛ لأنّ فكرة المنتظرين بهذا الشكل والأُسلوب ليس لها نظير في العقائد الهندوأُوروبيّة، وهي فكرة رائدة وجديدة تماما.

كما أنّ قِدم وانتشار وأصالة هذه الفكرة في الديانة الزرادشتية بنحوٍ خاصّ، وتطوّرها

1.. دينكرد: الكتاب ۷ الفصل ۱۰ الفقرة ۲.

2.. انقسمت الأرض إلى سبعة أقسام عندما أسقط إله المطر أوّل قطرة من الغيث عليها، القسم الوسطيّ من خونيروث يشكّل النصف من جميع الأرض، وأحاطت بخونيروث الأقسام الستّة الأُخرى.

3.. مصطلح يُقصد به نهاية العالم، والزمان الذي تتغلّب فيه قوى الخير على الشرّ، ويتجدّد العالم مرّة أُخرى. واستُخدمت هذه المفردة بمعنى البعث (راجع: جستار در باره مهر وناهيد (بالفارسيّة): ص ۱۲).

4.. دي: ليل مظلم، مختصر ديجور، وهو ليل دامس الظلمة راجع: لغتنامه دهخدا «بالفارسيّة».


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
116

النور الكونيّ قوّةً يقهر بها جميع الأشخاص والأشياء، ويقارع الكذب بشجاعة وبسالة وينتصر عليه، سيمحق الإفك الهجين الرجس بحقّ، وتُهزم الهواجس الشرّيرة، ويظهر عليها المنطق الصالح.۱

وما عدا منقذ آخر الزمان المسمّى بـ «سوشينت»، قد ظهر آخرون لتنظيم أُمور العالم أُطلق عليهم سوشينت أيضاً، منهم زرادشت نفسه.

النصوص البهلويّة تضمّنت أقوالاً عن ثلاثة منقذين منتظَرين، كما ذكرت النصوص المشار إليها منقذين منتظَرين آخرين غير أُولئك الثلاثة، وهم قدّيسون عاشوا في حقب سحيقة ثمّ أصبحوا خالدين، واختفى كلّ منهم في مكان ليظهر في الزمان المقدّر له.

وأمّا أُولئك المنقذون الثلاثة فسيظهر كلّ واحد منهم في نهاية إحدى الألفيّات‏من الثلاثة آلاف سنة الأخيرة، ويهيّئ المنقذان الأوّلان الأرضيّة اللاّزمة للمنقذ الثالث (سَوشيَنت)، ومن هنا لايمكن اعتبارهما المنقذ المنتظر بالمعنى الأخصّ؛ أي المنقذ في نهاية العالم، ولكنّهما من حيث إنقاذهم للبشر من الآلام والمآسي لفترة معيّنة، أُدرجوا في عداد المنقذين الموعودين.

أوّل المنقذين «هوشيدَر» الذي تهطل في زمانه أمطار غزيرة، وتظهر إحدى معجزات زمانه في وقوف الشمس عشرة أيّام وسط السماء، ويتلقّى هوشيدر مرّة أُخرى تعاليمه من أهورامزدا، وبإرشادات هذا المنجي ومساعيه سيطهر العالم من القبائح فترة، ويتلاشى الإسراف والتقصير۲، ويشدّ الحسد والبغض رحاله، ويعكف البشر على الأعمال الصالحة.

وقبل ثلاثين عاماً من نهاية الألفيّة الأُولى سيولد «هوشيدَر ماه»، وتعيش البشريّة بسلام ووئام وروح معنويّة في عصره، وتشيع الأخلاق الحميدة بين الناس، ويغدون رحماء مع

1.. زامياد يشت: الفقرة ۹۳ ـ ۹۶.

2.. سنجانا: ج ۷ الفصل ۷ الفقرة ۵۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 20246
صفحه از 485
پرینت  ارسال به