النور الكونيّ قوّةً يقهر بها جميع الأشخاص والأشياء، ويقارع الكذب بشجاعة وبسالة وينتصر عليه، سيمحق الإفك الهجين الرجس بحقّ، وتُهزم الهواجس الشرّيرة، ويظهر عليها المنطق الصالح.۱
وما عدا منقذ آخر الزمان المسمّى بـ «سوشينت»، قد ظهر آخرون لتنظيم أُمور العالم أُطلق عليهم سوشينت أيضاً، منهم زرادشت نفسه.
النصوص البهلويّة تضمّنت أقوالاً عن ثلاثة منقذين منتظَرين، كما ذكرت النصوص المشار إليها منقذين منتظَرين آخرين غير أُولئك الثلاثة، وهم قدّيسون عاشوا في حقب سحيقة ثمّ أصبحوا خالدين، واختفى كلّ منهم في مكان ليظهر في الزمان المقدّر له.
وأمّا أُولئك المنقذون الثلاثة فسيظهر كلّ واحد منهم في نهاية إحدى الألفيّاتمن الثلاثة آلاف سنة الأخيرة، ويهيّئ المنقذان الأوّلان الأرضيّة اللاّزمة للمنقذ الثالث (سَوشيَنت)، ومن هنا لايمكن اعتبارهما المنقذ المنتظر بالمعنى الأخصّ؛ أي المنقذ في نهاية العالم، ولكنّهما من حيث إنقاذهم للبشر من الآلام والمآسي لفترة معيّنة، أُدرجوا في عداد المنقذين الموعودين.
أوّل المنقذين «هوشيدَر» الذي تهطل في زمانه أمطار غزيرة، وتظهر إحدى معجزات زمانه في وقوف الشمس عشرة أيّام وسط السماء، ويتلقّى هوشيدر مرّة أُخرى تعاليمه من أهورامزدا، وبإرشادات هذا المنجي ومساعيه سيطهر العالم من القبائح فترة، ويتلاشى الإسراف والتقصير۲، ويشدّ الحسد والبغض رحاله، ويعكف البشر على الأعمال الصالحة.
وقبل ثلاثين عاماً من نهاية الألفيّة الأُولى سيولد «هوشيدَر ماه»، وتعيش البشريّة بسلام ووئام وروح معنويّة في عصره، وتشيع الأخلاق الحميدة بين الناس، ويغدون رحماء مع