113
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

المحور السابع

المنقذ الموعود في الأديان غير الإبراهيميّة۱

لم يرضَ البشر في أيّ حقبة من التاريخ على ظروفهم المتوفّرة، فتجدهم في سعي دائم من أجل مستقبل أفضل، ولعلّ وجود هذا الطموح لديهم منبثق إلى حدّ ما عن التعاليم الدينيّة؛ وذلك لأنّ أغلب الأديان تُبشّر بمستقبل أفضل بظهور قائد عادل يوصل الإنسان إلى أعلى مستوىً ممكن، سواء في الحياة المادّية والدنيويّة أو في الحياة المعنويّة والأُخرويّة، وبناء على ذلك يصف كلّ دين خصائصَ من سيتولّى زعامة البشر في مسيرته نحو هذه السعادة النهائيّة بما يتناسب مع تعاليمه الخاصّة.

وسنبحث هنا خصوصيّات المنقذ في أربع مجاميع دينيّة كبيرة: الديانة الزرادشتيّة، والهندوسيّة، والبوذيّة، والأديان الصينيّة، وسنقوم بتعريف إجمالي لكلّ دين قبل ذكر مميّزات المنقذ فيه.

المنقذ في الديانة الزرادشتيّة

زرادشت نبيّ إيرانيّ عُرف دين أتباعه بهذا الاسم أيضاً. لم يعرف إلى حدّ كبير تاريخ

1.. هذه المقالة تلخيص واقتباس من مقالات كتاب «گونه‏شناسى انديشه منجى موعود در اديان» بالفارسيّة، أعدّها الباحث الجليل السيّد قاسم جوادي (صفري)، وأعاد النظر فيها وأكملها السيّد علي موحّديان العطّار. وقد اعتمدت مصادر أُخرى في توضيح وإكمال المقالات ذُكرت في نهايتها.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
112

ج ـ مفاجأة الظهور.۱

د ـ حرب هرمجدون (حرب عالميّة قبل الظهور).۲

وواضح أنّ هناك موارد في العهدين لاتُقرّها المصادر الإسلاميّة، منها:

أ ـ انخماد نور الشمس والقمر والنجوم.

ب ـ نزول النبيّ عيسى عليه‏السلام في محلّ المنقذ المنتظر.

ج ـ انتشار الأمراض المعدية.

د ـ دمار هيكل سليمان (معبد البيت المقدّس).

ه ـ الطمأنينة بعد الظهور بمدّة ألف عام.

ولعلّ منشأ هذه الاختلافات يرجع إلى تحريف العهدين والإضافات الأخيرة لهما. كما أنّ الالتفات إلى هذه الملاحظة مهمّ أيضاً، وهي: أنّ بعض النقاط المشتركة وردت في مصادر أهل السنّة فقط، وهي موارد تتطلّب مزيداً من الدقّة.

1.. راجع: ج ۵ ص ۲۹۳ (القسم الحادي عشر / الفصل الأوّل).

2.. راجع: ج ۵ ص ۹۵ القسم العاشر / الفصل الثاني. ونقل صحيح مسلم (ج ۸ ص ۱۷۶) رواية عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهجاء فيها: «لايُرى مثلها وإمّا قال: لم يُر مثلها». ونقلوا في رواية أُخرى عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «فَيَقتَتِلونَ شَهرا لا يَكِلُّ لَهُم سَلاحٌ وَ لا لَكُم، وَ يُقذَفُ الصَّبرُ عَلَيكُم وَ عَلَيهِم ... فَإِذا كانَ رَأسُ الشَّهرِ قالَ رَبُّكُم: اليَومَ أسُلُّ سَيفي فَأَنتَقِمُ مِن أعدائي، وَ أَنصُرُ أولِيائي، فَيَقتَتِلونَ مَقتَلَةً ما رُئِىَ مِثلَها قَطُّ، حَتّى ما تَسيرُ الخَيلُ إلاّ عَلَى الخَيلِ، وَ ما يَسيرُ الرَّجُلُ إلاّ عَلَى الرَّجُلِ ... فَبَينَما هُم كَذلِكَ إذ سَمِعوا صَوتاً مِنَ السَّماءِ : أبشِروا فَقَد أتاكُمُ الغَوثُ، فَيَقولونَ نَزَلَ عيسىَ بنُ مَريَمَ » (تاريخ دمشق: ج ۴۷ ص ۵۰۶، كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۵۷۹ ح ۳۹۶۵۲).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15510
صفحه از 485
پرینت  ارسال به