109
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

الألف سنة، وبعد ذلك لابدّ أن يحلّ زماناً يسيراً. ورأيت عروشاً فجلسوا عليها وأعطوا حكماً، ورأيت نفوس الذين قُتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة اللّه‏، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم، فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة، وأمّا بقيّة الأموات فلم يعيشوا حتّى تمّت الألف سنة. هذه هي القيامة الأُولى، مبارك ومقدّس من له نصيب في القيامة الأُولى، هؤاء ليس للموت الثاني۱ سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة للّه‏ والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة.۲

ويعتقد المسيحيّون بمجيء القيامة الكبرى بعد هذه المرحلة، فيقام القضاء والجزاء؛ لكي يُجازى كلّ شخص بأعماله، فإمّا أن يُثاب أو يعاقب. ذكرت ذلك رؤا يوحنّا الآتية:

وها أنا آتي سريعاً وأُجرتي معي؛ لأُجازي كلّ واحد كما يكون عمله، أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأوّل والآخر.۳

كما يقول عن تلك الأُمنية:

ثمّ رأيت عرشاً عظيماً أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع، ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام اللّه‏، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات، ممّا هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم، وسلّم البحر الأموات الذي فيه، وسلّم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما، ودينوا كلّ واحد بحسب أعماله.۴

تشابه نبوءات العهدين والمصادر الإسلاميّة

تكشف مقارنة العهدين مع المصادر الإسلاميّة بشأن المنقذ عن مجيء كثير من هذه التنبّؤت

1.. «وأُلقي الموت وعالم الأموات في بحيرة النار، هذا هو الموت الثاني؛ أي بحيرة النار». رؤا يوحنّا ۱۴ : ۲۰.

2.. رؤا يوحنّا ۲۰ : ۱ ـ ۶.

3.. رؤا يوحنّا ۲۲ : ۱۲ ـ ۱۳.

4.. المصدر السابق ۲۰ : ۱۱ ـ ۱۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
108

حرباً مع الجالس على الفرس ومع جنده، فقبض على الوحش والنبيّ الكذّاب معه الصانع قدّامه الآيات التي بها أضلّ الذين قبلوا سمة الوحش، والذين سجدوا لصورته، وطرح الاثنان حيّين إلى بحيرة النار المتّقدة بالكبريت، والباقون قُتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه، وجميع الطيور شبعت من لحومهم.۱

ويعتقد المسيحيّون أنّ المؤنين سيُخطَفون إلى السماء؛ لأنّ الملكوت الإلهيّ فيها لا في هذه الدنيا، ولذلك عندما يظهر المسيح سيُخطَف أهل الكنيسة ويُذهب بهم إلى السماء. وتؤّد هذه العقيدة المسمّاة بالاختطاف رسالةُ بولس الآتية:

لأنّه إن كنّا نؤن أنّ يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيُحضرهم اللّه‏ أيضا معه، فإنّنا نقول لكم هذا بكلمة الربّ: إنّنا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الربّ، لا نسبق الراقدين؛ لأنّ الربّ نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق اللّه‏، سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أوّلاً، ثمّ نحن الأحياء الباقين سنُخطَف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الربّ في الهواء، وهكذا نكون كلّ حين مع الربّ؛ لذلك عزّوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام.۲

۳. بركات ظهور المنقذ

سيبدأ عصر يمتدّ إلى ألف عام من السعادة والاطمئنان على الأرض بعد ظهور المسيح وانتصاره على كذّابي العالم وأشراره، وسيمتلئ العالم في هذا العصر بالعدالة وطيب العيش ورفاهه، وقد أطلق العهد الجديد على هذه المرحلة اسم القيامة الأُولى:

ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية۳ وسلسلة عظيمة على يده، فقبض على التنّين الحيّة القديمة الذي هو إبليس والشيطان، وقيّده ألف سنة وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه وختم عليه لكي لا يُضلّ الأُمم فيما بعد حتّى تتمّ

1.. المصدر السابق ۱۹ : ۱۷ ـ ۲۱.

2.. رسالة بولس إلى أهل تسالونيكي ۴ : ۱۴ ـ ۱۸.

3.. الهاوية : من أسماء جهنّم، وكأنّها النار العميقة تُهوى أهلَ النار فيها مهوىً بعيدا مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۹۰ «هوى» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15548
صفحه از 485
پرینت  ارسال به