رابعاً: ظهور الكذّابين المدّعين أنّهم المسيح والأنبياء
من العلامات الأُخرى التي أشار إليها عيسى عليهالسلام، ظهور الكذّابين المدّعين أنّهم المسيح والأنبياء، وصف ذلك الإنجيلُ بقوله:
حينئذٍ إن قال لكم أحد: هو ذا المسيح هنا أو هناك، فلا تُصدّقوا؛ لأنّه سيقوم مسحاء كَذَبة وأنبياء كَذَبة، ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتّى يُضلّوا ـ لو أمكن ـ المختارين أيضاً.۱
وأُشير في سفر أعمال الرسل إلى بعض أُولئك المسحاء الكذّابين.۲
خامساً: مفاجأة الظهور
أحد تلاميذ عيسى عليهالسلام سأله عن زمن الظهور، فأجاب:
وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة، فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن، إلاّ الأب، انظروا اسهروا وصلّوا؛ لأنّكم لا تعلمون متى يكون الوقت، كأنّما إنسان مسافر ترك بيته وأعطى عبيده السلطان ولكلّ واحد عمله وأوصى البوّاب أن يسهر، اسهروا إذاً؛ لأنّكم لا تعلمون متى يأتي ربّ البيت، أمَساءً أم نصف الليل أم صياح الديك أم صباحاً: لئلاّ يأتي بغتة فيجدكم نياماً، وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا.۳
أكّد عيسى عليهالسلام على تلامذته مراراً أن يستعدّوا دائماً للظهور، وبيّن إنجيل متّى توصية عيسى عليهالسلام لتلاميذه بهذا النحو:
وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلاّ أبي وحده، وكما كانت أيّام نوح كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان؛ لأنّه كما كانوا في الأيّام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوّجون ويزوّجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوحٌ الفلكَ ولم يعلموا حتّى جاء الطوفان وأخذ الجميع، كذلك يكون