107
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

أيضا مجيء ابن الإنسان، حينئذٍ يكون اثنان في الحقل، يُؤذ الواحد ويُترك الآخر... اسهروا إذاً؛ لأنّكم لا تعلمون في أيّة ساعة يأتي ربّكم. واعلموا هذا: إنّه لو عرف ربّ البيت في أيّ هزيع يأتي السارق، لسهر ولم يدع بيته يُنقب، لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدّين؛ لأنّه في ساعة لا تظنّون يأتي ابن الإنسان.۱

سادساً: حرب هرمجدون

من أهمّ علامات ظهور عيسى في العهد الجديد حرب هرمجدون؛ لأنّ المسيحيّين يعتقدون بضرورة وقوع حرب غايةً في الدمار قبل ظهور المسيح، ووُصفت هذه الحرب في رؤا يوحنّا بهذا النحو:

ثمّ سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات، فنشف ماؤ لكي يُعدّ طريق الملوك الذين من مشرق الشمس، ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبيّ الكذّاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع، فإنّهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكلّ المسكونة، لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم، يوم اللّه‏ القادر على كلّ شيء، ها أنا آتي كلصّ، طوبى لمن يسهر و يحفظ ثيابه لئلاّ يمشي عرياناً فيروا عريته، فجمعهم إلى الموضع الذي يُدعى بالعبرانيّة هرمجدون.۲

ستقع هذه الحرب بين جيشين: جيش المؤنين بقيادة أحد الملائكة والنبيّ عيسى نفسه، وبين جيش الكفّار بقيادة ملوك الأرض، وسيُقتل فيها الكفّار بيد فارس، كما جاء في سفر الرؤا ليوحنّا:

ورأيت ملاكاً واحداً واقفاً في الشمس، فصرخ بصوت عظيم قائلاً لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء: هلمّ اجتمعي إلى عشاء الإله العظيم؛ لكي تأكلي لحوم ملوك، ولحوم قوّاد، ولحوم أقوياء، ولحوم خيل، والجالسين عليها، ولحوم الكلّ حرّاً وعبداً صغيراً وكبيراً. ورأيت الوحش وملوك الأرض وأجنادهم مجتمعين ليصنعوا

1.. متّى ۲۴ : ۳۶ ـ ۴۴.

2.. رؤا يوحنّا ۱۶ : ۱۲ ـ ۱۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
106

رابعاً: ظهور الكذّابين المدّعين أنّهم المسيح والأنبياء

من العلامات الأُخرى التي أشار إليها عيسى عليه‏السلام، ظهور الكذّابين المدّعين أنّهم المسيح والأنبياء، وصف ذلك الإنجيلُ بقوله:

حينئذٍ إن قال لكم أحد: هو ذا المسيح هنا أو هناك، فلا تُصدّقوا؛ لأنّه سيقوم مسحاء كَذَبة وأنبياء كَذَبة، ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتّى يُضلّوا ـ لو أمكن ـ المختارين أيضاً.۱

وأُشير في سفر أعمال الرسل إلى بعض أُولئك المسحاء الكذّابين.۲

خامساً: مفاجأة الظهور

أحد تلاميذ عيسى عليه‏السلام سأله عن زمن الظهور، فأجاب:

وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة، فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن، إلاّ الأب، انظروا اسهروا وصلّوا؛ لأنّكم لا تعلمون متى يكون الوقت، كأنّما إنسان مسافر ترك بيته وأعطى عبيده السلطان ولكلّ واحد عمله وأوصى البوّاب أن يسهر، اسهروا إذاً؛ لأنّكم لا تعلمون متى يأتي ربّ البيت، أمَساءً أم نصف الليل أم صياح الديك أم صباحاً: لئلاّ يأتي بغتة فيجدكم نياماً، وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا.۳

أكّد عيسى عليه‏السلام على تلامذته مراراً أن يستعدّوا دائماً للظهور، وبيّن إنجيل متّى توصية عيسى عليه‏السلام لتلاميذه بهذا النحو:

وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلاّ أبي وحده، وكما كانت أيّام نوح كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان؛ لأنّه كما كانوا في الأيّام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوّجون ويزوّجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوحٌ الفلكَ ولم يعلموا حتّى جاء الطوفان وأخذ الجميع، كذلك يكون

1.. متّى ۲۴ : ۲۳ ـ ۲۴.

2.. أعمال الرسل ۵ : ۳۶ ـ ۳۷.

3.. مرقس ۱۳ : ۳۲ ـ ۳۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15459
صفحه از 485
پرینت  ارسال به