خامساً: التعايش بسلام
ستعيش الشعوب في سلام ومودّة بعد ظهور المنقذ، مثلما جاء في سفر أشعيا:
ويكون في آخر الأيّام أنّ جبل بيت الربّ يكون ثابتاً في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه كلّ الأُمم... فيقضي بين الأُمم وينصف لشعوب كثيرين، فيطبعون سيوفهم سككاً، ورماحهم مناجل، لا ترفع أُمّة على أُمّة سيفاً، ولا يتعلّمون الحرب فيما بعد.۱
والعبارة ذاتها وردت في سفر النبيّ ميكاه.۲
ومن الأعمال الأُخرى التي نسبها بعض علماء اليهود إلى المنقذ: إحياء السنن اليهوديّة القديمة؛ نظير تقديم قربان ـ وهو أساس عبادة يهود، وحلّت محلّه تفيلا (الصلاة) في الوقت الحاضر ـ وزيادة البركة والسعادة، والقضاء على الأمراض، وإحداث معجزات أكبر ممّا وقعت عندما خرج بنو إسرائيل من مصر، وأُمور أُخرى تنبّؤا بها في عهد ظهور المنقذ مسيحا.۳
نبوءات الإنجيل في ظهور المنقذ
طُرحت في العهد الجديد بشارات بالمنقذ أو وفقاً لمصطلح المسيحيّين «العودة المجدّدة» و «الأُمنية المباركة»، بتأكيدات شديدة لربّما فاقت ما جاء في العهد القديم.
والحقيقة أنّ الإيمان بالمنقذ من المعتقدات المهمّة جدّاً في المسيحيّة المعاصرة، فجميع الفرق والمذاهب المسيحيّة تؤن به، حتّى إنّ بعضاً منها يعيش على شوق الانتظار لعودة عيسى المسيح. وسنتابع فيما يلي بحث المنقذ في العهد الجديد على ثلاثة محاور أساسيّة: البشارات بظهور المنقذ، وعلامات ظهور المنقذ، وبركات ظهور المنقذ.