إلّا هِيَ تَأكُلُ وتَشرَبُ بِفيها ، لا تَرفَعُ بِيَدِها إلى فيها طَعاما ولا شَرابا غَيرُ ابنِ آدَمَ فَإِنَّهُ يَرفَعُ إلى فيهِ بِيَدِهِ طَعامَهُ ، فَهذا مِنَ التَّفضيلِ . ۱
۵۳۱۲.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى : «وَ فَضَّلْنَـهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً» ـ: خُلِقَ كُلُّ شَيءٍ مُنكَبّا غَيرَ الإِنسانِ خُلِقَ مُنتَصِبا . ۲
۵۳۱۳.الإمام الهادي عليه السلامـ في رِسالَتِهِ فِي الرَّدِّ عَلى أهلِ الجَبرِ وَالتَّفويضِ ـ: إنّا نَبدَأُ مِن ذلِكَ بِقَولِ الصّادِقِ عليه السلام : «لا جَبرَ ولا تَفويضَ ولكِن مَنزِلَةٌ بَينَ المَنزِلَتَينِ ، وهِيَ صِحَّةُ الخِلقَةِ ، وتَخلِيَةُ السَّربِ ۳
، وَالمُهلَةُ فِي الوَقتِ ، وَالزّادُ مِثلُ الرّاحِلَةِ ، وَالسَّبَبُ المُهَيِّجُ لِلفاعِلِ عَلى فِعلِهِ» ، فَهذِهِ خَمسَةُ أشياءَ جَمَعَ بِهَا الصّادِقُ عليه السلام جَوامِعَ الفَضلِ ، فَإِذا نَقَصَ العَبدُ مِنها خَلَّةً كانَ العَمَلُ عَنهُ مَطروحا بِحَسَبِهِ .
فَأَخبَرَ الصّادِقُ عليه السلام بِأَصلِ ما يَجِبُ عَلَى النّاسِ مِن طَلَبِ مَعرِفَتِهِ ، ... وأنَا مُفَسِّرُها بِشَواهِدَ عَنِ القُرآنِ وَالبَيانِ إن شاءَ اللّهُ .
تَفسيرُ صِحَّةِ الخِلقَةِ : أمّا قَولُ الصّادِقِ عليه السلام ، فَإِنَّ مَعناهُ كَمالُ الخَلقِ لِلإِنسانِ ، وكَمالُ الحَواسِّ ، وثَباتُ العَقلِ وَالتَّمييزِ ، وإطلاقُ اللِّسانِ بِالنُّطقِ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ : «وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَادَمَ وَحَمَلْنَـهُمْ فِى الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَـهُم مِّنَ الطَّيِّبَـتِ وَ فَضَّلْنَـهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً» فَقَد أخبَرَ عَزَّ وجَلَّ عَن تَفضيلِهِ بَني آدَمَ عَلى سائِرِ خَلقِهِ ، مِنَ البَهائِمِ وَالسِّباعِ ودَوابِّ البَحرِ وَالطَّيرِ ، وكُلِّ ذي حَرَكَةٍ تُدرِكُهُ حَواسُّ بَني آدَمَ بِتَمييزِ العَقلِ وَالنُّطقِ ، وذلِكَ قَولُهُ : «لَقَدْ خَلَقْنَا الْاءِنسَـنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ» ۴ وقَولُهُ : «يَـأَيُّهَا الْاءِنسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِى أَىِّ