أيضا بنظرية التكامل بشكل ضمني وحاولوا تطبيقها ( بشكل اجمالي ) على القرآن ۱ .
يقول العلّامة الطباطبائي :
وربما استُدلّ على هذا القول بقوله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَ هِيمَ وَءَالَ عِمْرَ نَ عَلَى الْعَــلَمِينَ» ۲ ، بتقريب أن الاصطفاء هو انتخاب صفوة الشيء وإنما يصدق الانتخاب فيما إذا كان هناك جماعة يختار المصطفى من بينهم ويؤثر عليهم كما اصطفى كلّ من نوح وآل إبراهيم وآل عمران من بين قومهم ولازم ذلك أن يكون مع آدم قوم غيره فيصطفى من بينهم عليهم ، وليس إلّا البشر الأولي غير المجهّز بجهاز التعقّل فاصطفى آدم من بينهم فجهّز بالعقل فانتقل من مرتبة نوعيتهم إلى مرتبة الإنسان المجهّز بالعقل الكامل بالنسبة إليهم ثم نسل وكثر نسله وانقرض الإنسان الأولي الناقص .
وفيه أن «الْعَــلَمِينَ» في الآية جمع محلّى باللام وهو يفيد العموم ويصدق على عامة البشر إلى يوم القيامة فهم مصطفون على جميع المعاصرين لهم والجائين بعدهم كمثل قوله : «وَ مَآ أَرْسَلْنَـكَ إِلَا رَحْمَةً لِّلْعَــلَمِينَ» فما المانع من كون آدم مصطفى مختارا من بين أولاده ما خلا المذكورين منهم في الآية ؟
وعلى تقدير اختصاص الاصطفاء بما بين المعاصرين وعليهم ما هو المانع من كونه مصطفى مختارا من بين أولاده المعاصرين له ولا دلالة في الآية على كون اصطفائه أول خلقته قبل ولادة أولاده .
ويقول في موضع آخر :