95
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

أيضا بنظرية التكامل بشكل ضمني وحاولوا تطبيقها ( بشكل اجمالي ) على القرآن ۱ .
يقول العلّامة الطباطبائي :
وربما استُدلّ على هذا القول بقوله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَ هِيمَ وَءَالَ عِمْرَ نَ عَلَى الْعَــلَمِينَ» ۲ ، بتقريب أن الاصطفاء هو انتخاب صفوة الشيء وإنما يصدق الانتخاب فيما إذا كان هناك جماعة يختار المصطفى من بينهم ويؤثر عليهم كما اصطفى كلّ من نوح وآل إبراهيم وآل عمران من بين قومهم ولازم ذلك أن يكون مع آدم قوم غيره فيصطفى من بينهم عليهم ، وليس إلّا البشر الأولي غير المجهّز بجهاز التعقّل فاصطفى آدم من بينهم فجهّز بالعقل فانتقل من مرتبة نوعيتهم إلى مرتبة الإنسان المجهّز بالعقل الكامل بالنسبة إليهم ثم نسل وكثر نسله وانقرض الإنسان الأولي الناقص .
وفيه أن «الْعَــلَمِينَ» في الآية جمع محلّى باللام وهو يفيد العموم ويصدق على عامة البشر إلى يوم القيامة فهم مصطفون على جميع المعاصرين لهم والجائين بعدهم كمثل قوله : «وَ مَآ أَرْسَلْنَـكَ إِلَا رَحْمَةً لِّلْعَــلَمِينَ» فما المانع من كون آدم مصطفى مختارا من بين أولاده ما خلا المذكورين منهم في الآية ؟
وعلى تقدير اختصاص الاصطفاء بما بين المعاصرين وعليهم ما هو المانع من كونه مصطفى مختارا من بين أولاده المعاصرين له ولا دلالة في الآية على كون اصطفائه أول خلقته قبل ولادة أولاده .
ويقول في موضع آخر :

1.البحث حول نظرية التطور : ص ۲۲ ـ ۴۳ .

2.آل عمران : ۳۳ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
94

خلق آدم وفرضية التكامل

استرعى موضوع خلق آدم اهتمام العلماء منذ القدم وقد قدمت حتى الآن نظريتان رئيستان في هذا المجال : ۱ . نظرية ثبوت صفات الأنواع والخلق المستقل fixism ؛ ۲ . نظرية تطور الأنواع والتغير التدريجي لصفات الأنواع والترابط بين أجيال الكائنات الحية وتكاملية حياتها ( transformism ) .
وقد طرح العلماء المسلمون هذه القضية على بساط البحث والنقاش مستلهمين في ذلك من القرآن ، حيث إن لكل من النظريتين السابقتين أنصارا وقد تم الاستدلال بآيات من القرآن لإثبات كل منهما : وقد رأت الأغلبية الساحقة من المفسرين ، ومن جملتهم الشيخ الطوسي ۱ ، الطبرسي ۲ ، السيوطي ۳ ، ابن كثير ۴ ، المراغي ۵ والعلامة الطباطبائي ۶ أن الخلق الابتدائي لآدم من التراب يتطابق مع آيات القرآن ( خلافا لفرضية التكامل ) . كما اعتبره البعض الآخر منسجما مع القرآن ۷ . وأخذ البعض

1.التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۱۳۶ ـ ۱۳۷ .

2.مجمع البيان : ج ۲ ص ۷۶۳ .

3.الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۱۱۱ .

4.تفسير ابن كثير : ج ۲ ص ۳۱۱ و ص ۵۷۰ .

5.تفسير المراغي : مج ۱ ج ۳ ص ۱۷۳ .

6.الميزان في تفسير القرآن : ج ۴ ص ۱۴۳ ـ ۱۴۴ و ج ۱۶ ص ۲۵۵ ـ ۲۶۰ .

7.آدم وحواء : ص ۵۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5198
صفحه از 544
پرینت  ارسال به