ه ـ الآيات والروايات التي بينت الخصائص الإيجابية للإنسان . ۱
و ـ الآيات والروايات التي تشير إلى موقع الإنسان الكامل وإنه يستطيع في مسيرته التكاملية أن يبلغ نقطة يصبح فيها مظهر الأسماء والصفات الإلهية وبذلك يصبح خليفة اللّه ومستحقا لسجود الملائكة وإمامتها . ۲
۳ . الإنسان قبل مجيئه إلى الدنيا
يقتضي التأمل في عدد من آيات القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام أن الإنسان قبل وجوده الدنيوي كان يتمتع بنوع آخر من الوجود في نشأة اُخرى ولذلك فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى : « هَلْ أَتَى عَلَى الْاءِنسَـنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـئا مَّذْكُورًا » ۳ قوله :
كانَ مَذكورا فِي العِلمِ ولَم يَكُن مَذكورا فِي الخَلقِ . ۴
وتدل هذه الرواية على أن الإنسان كان موجودا في علم اللّه قبل الوجود الخارجي وأنه كان موجودا على شكل وجود علمي معلوم للّه تعالى ثم انتقل من عالم العلم إلى عالم العيان على إثر إرادة اللّه سبحانه فصار ذا وجود خارجي .
كما تدل آيات الميثاق ۵ على وجود الإنسان قبل نشأة الدنيا ، بل إن الآية : « وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا عِندَنَا خَزَآئِنُهُ وَ مَا نُنَزِّلُهُ إِلَا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ » . ۶
تشعر بهذا المعنى وهو أن جميع الموجودات الدنيوية كانت تتمتع قبل نشأة الدنيا بنوع من الوجود .