55
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

كما شبه الإنسان في بعض الروايات بميزان تهبط كفته أحيانا بفعل الجهل وترجح اُخرى نحو الكمال بواسطة العلم والمعرفة .
وممّا يجدر ذكره أن كل هذه التعاريف ، هي في الحقيقة تفسير إجمالي للإنسان وحقيقته المعقدة وليست تعريفا مفصلاً لها .

۲ . أهمية الإنسان وقيمته

يمكن تقسيم الآيات والروايات الدالة على أهمية الإنسان وقيمته المتميزة في العالم إلى ستة أقسام :
أ ـ أوضح الآيات التي تدل على أهمية خلق الإنسان ، هي الآية التي يثني فيها اللّه ـ تعالى ـ على نفسه بعد خلق هذا الكائن المعقد ، فيقول ـ عز من قائل ـ : « فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَــلِقِينَ » ۱
وجدير ذكره أن اللّه تعالى أثنى على نفسه مرة واحدة فقط باعتباره أحسن الخالقين وذلك عند خلق الإنسان .
ب ـ الآيات والروايات الدالة على كرامة الإنسان وتفضيله على المخلوقات الاُخرى . ۲
ج ـ الآيات والروايات التي تصرح بأن ما على الأرض ، بل كل العالم خلق للإنسان . ۳
د ـ الآيات والروايات الدالة على أن اللّه ـ تعالى ـ سخر للإنسان كل ما في السماوات والأرض . ۴

1.المؤمنون : ۱۴ .

2.راجع : ص ۹۷ (فضل الإنسان / الكرامة الإلهيّة) .

3.راجع : ص ۱۰۰ (فضل الإنسان / خلق ما في الأرض له) .

4.راجع : ص ۱۰۲ (فضل الإنسان / تسخير ما في السماوات والأرض له) .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
54

الإنسان ، أو سبب التسمية مهما كان فإنه لا يترك أثرا في مباحث الانثروبوجيا من منظار القرآن والحديث والذي هو الهدف الرئيس لهذا القسم من موسوعة ميزان الحكمة .

الأنثروبوجيا من منظار القرآن والحديث

يعتبر موضوع الأنثروبوجيا من أهم المواضيع الإسلامية التي حظيت بالاهتمام في القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام من الزوايا المختلفة . وفي الحقيقة ، فإن ما جاء في النصوص الإسلامية حول العقيدة والأخلاق والعمل يرتبط بشكل ما مع موضوع الأنثروبوجيا ولكن هذه المباحث ليست قابلة كلّها للطرح تحت كلمة الإنسان .
والمباحث التي نطرحها هنا ، تمثل أهم مباحث الأنثروبوجيا من منظار القرآن والأحاديث الإسلامية وسنورد فيما يلي توضيحا موجزا لها قبل تناول نصوص الآيات والروايات .

۱ . التعريف الإجمالي للإنسان

يمثل الإنسان من منظار القرآن الكريم موجودا مركبا من الجسم الذي تمتد جذوره في التراب والروح التي هي مظهر ذلك الأمر الإلهي .
وقد فسّرت روايات أهل البيت عليهم السلام الإنسان بأنّه مزيج من العقل والصورة أحيانا ومزيج من العقل والشهودة حينا آخر ، وبأنّه تركيب من العالمين العلوي والسفلي ثالثة ، وهذه التعاريف هي في الحقيقة تعبيرات اُخرى من تفسير الإنسان بالجسم والروح الإلهيّة .
كما فسر الإنسان في بعض الروايات بأنه كائن يتحرك بين اللّه تعالى والشيطان فإذا به يتجه نحو اللّه حينا وباتجاه الشيطان حينا آخر حتى ينخرط في النهاية في عداد أحباء اللّه ، أو أعدائه.

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5006
صفحه از 544
پرینت  ارسال به