465
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

وفي هذه الرواية ملاحظتان تستحقّان الاهتمام :
الملاحظة الاُولى : إنّ موضوع «الأبدال» كان شائعاً في القرن الثاني الهجري بين عموم أهل السنة ولكنه لم يكن مطروحاً أساساً ، أو شائعاً في روايات أهل البيت عليهم السلام .
الملاحظة الثانية : إنّ الإمام عليه السلام أيّد المفهوم الحقيقي لمصطلح «الأبدال» ، مع الردّ الضمني على المفاهيم المنتحلة المعاصرة لدخول هذا المصطلح وفسّره بأوصياء الأنبياء . كما أنّ كلمة «الأوتاد» و«القطب» أطلقتا في عدد من الروايات على أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، أو الشخصيّات المحوريّة من أصحابهم .
ومع أخذ ما ذُكر بنظر الاعتبار ، يمكن القول إنّ العناوين والمصطلحات المذكورة وخاصّة عنوان «الأبدال» لا تمتدّ جذورها في التعاليم الأصيلة للكتاب والسنّة ، إلّا أنّ انتشارها بين عامّة الناس أدّى إلى أن يحول أهل البيت عليهم السلام من خلال مطابقة معانيها اللغوية والعرفية مع المعاني الصحيحة ، دون استغلال السياسيين والمنحرفين لهذه الألقاب .
كما أنّ من المحتمل أن تكون ألفاظ مثل «القطب» و«الأوتاد» قد استخدمت في روايات أهل البيت في معانيها اللغوية ، ولكنّها قد استغلت فيما بعد .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
464

قلب إبراهيم خليل الرحمن كلّما مات رجل أبدل اللّه مكانه رجلاً . وعنه أيضا : الأبدال في اُمّتي ثلاثون بهم تقوم الأرض ، وبهم تُنصرون وبهم تُمطرون .
ب ـ عن عوف بن مالك : الأبدال في أهل الشام ، بهم يُنصرون وبهم يُرزقون .
ج ـ عن أنس بن مالك : الأبدال أربعون رجلا وأربعون امرأة ، كلّما مات رجل أبدل اللّه مكانه رجلاً ، وكلّما ماتت امرأة أبدل اللّه مكانها امرأة .
ولقد نفى الكثير من العلماء صحة هذه الأحاديث وهذه الروايات ، وقالوا بأنّها روايات باطلة سندا ومتنا ، كما أنّ أهل الحديث المحقّقين قد تكلّموا في أسانيد أحاديث الأبدال هذه ، ومنهم الحافظ ابن الجوزي الذي حكم بوضعها ، وتابعه على ذلك ابن تيميّة وكذلك السخاوي . ۱

الأبدال والأوتاد والأقطاب الحقيقيون

يتمثّل الموضوع الذي يستحقّ التأمّل كثيراً ، في تقييم روايات الأبدال ، في التفسير الذي نقل في كتاب الاحتجاج عن خالد بن أبي هيثم الفارسي ، عن الإمام الرضا عليه السلام ، حيث يقول :
قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام : إنَّ النّاسَ يَزعُمونَ أنَّ فِي الأَرضِ أبدالاً ، فَمَن هؤُلاءِ الأَبدالُ؟
فيجيب الإمام قائلاً :
صَدَقُوا ، الأَبدالُ هُمُ الأَوصِياءُ ، جَعَلَهُمُ اللّهُ عز و جل فِي الأَرضِ بَدَلَ الأَنبِياءِ إذا رَفَعَ الأَنبِياءَ وخَتَمَهُم بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . ۲

1.الوضّاعون وأحاديثهم للأميني : ص ۲۸ و ۲۹ .

2.راجع : ص۴۶۷ ح ۶۲۴۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5090
صفحه از 544
پرینت  ارسال به