المؤرّخين ۱ تفيد بأنّ إضافة الأذان كانت في السنة الثلاثين من الهجرة ، وهو التاريخ الذي يمثل المنعطف بين عهدي خلافة عثمان ، ففي هذه السنة أخذ عثمان يتعرض للانتقادات تدريجيّاً ، ولم يكن الناس يهتمّون بخطبه ومواعظه ولم يكونوا يصغون إليها .
الحكم الشرعي للأذان المضاف
يرى معظم محدِّثي أهل السنّة وفقهائهم أنّ إضافة هذا الأذان من حقّ الخليفة ولا يعتبرونها بدعة ، أو بدعة مذمومة على الأقلّ ، ويعتبر بعض الفقهاء الحديثَ المرسلَ : «عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي» دليلاً جيّداً على هذا الرأي . ۲
ولا يرى البعض أنّ هذه الإضافة أذان اصطلاحي يُعَدّ نوعاً من العبادة أو مقدّمة للعبادة المتمثّلة في الصلاة ، بل يعتبرونه مجرّدَ أذانٍ لغوي ؛ أي دعوة وتذكيراً عامّاً . ۳
وقد وافق عدد من فقهاء الشيعة الكبار مثل الشيخ الطوسي في المبسوط ، والمحقّق الحلّي والمحقّق الأردبيلي ۴ هذا الرأي بشكل إجماليّ ومشروط فلم يعتبروه بدعة ، رغم أنّ من الممكن اعتباره مكروهاً كما فعل ذلك المحقّق الحلّي ، لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم يفعله ولم يأمر به ، أو بسبب مشابهته للبدعة ، ذلك لأنّ اختيار الأذان الذي يمثّل شعاراً مقدّساً ، وعبادة منزلة من السماء ، ولأنّ شكله ومكانته توقيفيّان وبيد الشارع كما يقول الاُصوليّون ، لأمر عاديّ ومتداول ، يخالف سيرة النبي صلى الله عليه و آله والخلفاء الذين سبقوا عثمان ، ولذلك فإنّ بعض فقهاء أهل السنّة مثل الشافعي لم
1.راجع : تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۲۸۷ والكامل : ج ۲ ص ۲۵۳ والبداية والنهاية : ج ۷ ص ۱۵۶ .
2.راجع : الكافي لابن عبدالبر : ص ۷۴ وعمدة القاري : ج ۲۳ ص ۲۶۶ .
3.راجع : تلخيص الحبير : ج ۴ ص ۶۰۰ وفتح الباري : ج ۲ ص ۳۲۷ .
4.راجع : المبسوط : ج ۱ ص ۱۴۹ والمعتبر : ج ۲ ص ۲۹۶ ومجمع الفائدة والبرهان : ج ۲ ص ۳۷۷ .