435
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

العظمى من الرواة والفقهاء ۱ ، ولذلك فقد كانوا يسمّونه الأذان الأوّل . وممّا يجدر ذكره أنّ هذا الأذان سمِّي الأذان الثاني أيضاً ، لأنّه باعتبار ظهوره بعد الأذان الأصليّ وبعد النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله بسنوات . وعلى هذا الأساس فقد اُطلق على هذا الأذان المضاف الأذان الثالث ، أو النداء الثالث أيضا ، استناداً إلى إطلاق الأذان على الإقامة تغليبا ، أو لأنّه هو أيضاً نوع من الإعلام والأذان والنداء .
ولم ترو الروايات التاريخيّة والحديثيّة دليلاً من قبل مبدع هذا الأذان الإضافي ، وإنّما اكتفت بالقول إنّ هذه الأضافة كانت عند ازدياد الناس وابتعاد بيوتهم . ولعلّ من الممكن القول استناداً إلى ما ذكر وكذلك مكان هذا الأذان الذي كان خارج المدينة ، أو في الزوراء في سوق المدينة حسب أقوال الكثيرين ۲ ، إنّ عثمان كان يريد من هذا الأذان المبكّر ، أن يُعلم المسلمين الساكنين في أطراف المدينة والأماكن البعيدة عن مسجد النبي صلى الله عليه و آله بقرب وقت صلاة الجمعة ؛ كي يتهيّؤوا ويجيؤوا إلى المسجد ويكونوا فيه منذ بداية الخطبتين ويصغوا إلى كلام الخليفة ۳ . وهو نفس الأمر الذي دفعه إلى تقديم خطبتي صلاة العيد ؛ ذلك لأنّ الناس كانوا يعترضون على أعمال عثمان وسيرته ولم يكونوا يعيرون أهمّية لكلامه .
ومما يعزز هذا الاحتمال ، زمان حدوث هذا العمل . ذلك لأنّ روايات

1.وصلنا قول عن ابن إدريس الحلي والتركماني أيضاً ، نقلاً عن العلامة الأميني يظهر أنّه اعتبر هذا الأذان المضاف بعد الأذان الأصلي ، ووقته بعد الخطبتين ونزول إمام الجمعة : «ولا يجوز الأذان بعد نزوله مضافاً إلى الأذان الأوّل الذي عند الزوال ، فهذا هو الأذان المنهي عنه» (السرائر : ج ۱ ص ۲۹۵ وراجع : الغدير : ج ۸ ص ۱۲۶ وكشف الرموز : ج ۱ ص ۱۷۶) . أمّا الشهيد الأوّل فإنّه يعتبر هذا الرأي غريباً (البيان : ص ۱۰۶) .

2.كانت الزوراء ، دار عثمان في سوق المدينة (راجع : مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۴۳۴ ومعجم البلدان : ج ۳ ص ۱۵۶) . ولكن البعض مثل العلامة الأميني اعتبروها مجاورة لمسجد النبي صلى الله عليه و آله نقلاً عن قاموس اللغة وتاج العروس (الغدير : ج ۸ ص ۱۲۸) .

3.راجع : المصنف لعبدالرزاق : ج ۳ ص ۲۰۶ ح ۵۳۴۲ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
434

بحث حول الأذان قبل ظهر يوم الجمعة

۱

نحن نعلم أنّ النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله كان يقيم صلاة الجمعة لسنوات في المدينة ومناطقها ، وتشترك الروايات العديدة في أنّ النبي صلى الله عليه و آله استخدم الشعار الدائم للإسلام ، أي الأذان لدعوة الناس إلى صلاة الجمعة . وكان مؤذِّن النبي صلى الله عليه و آله يرفع الأذان عندما كان إمام الجمعة يعتلي المنبر لإلقاء الخطبة ۲ ، وكان يذكر الإقامة بعد أن ينزل الإمام ويستعدّ لإقامة الصلاة . ۳
وقد استمرّت هذه السيرة في عهد الخليفتين الأوّل والثاني والنصف الأوّل من عهد عثمان ۴ ، ولكن هناك أذاناً آخر اُضيف في عهد عثمان إلى أذان صلاة الجمعة وإقامتها . ۵
وقد كان وقت هذا الأذان المضاف قبل الظهر الشرعي للجمعة حسب نقل الغالبية

1.تمّ إعداد هذا التحليل من قبل الفاضل الجليل الشيخ عبدالهادي المسعودي .

2.عن السائب بن يزيد ، قال : كان النداء يوم الجمعة أوّله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه و آله وأبي بكر وعمر (صحيح البخاري : ج ۱ ص ۳۰۹ ح ۸۷۰) .

3.عن السائب بن يزيد قال : كان بلال يؤذّن إذا جلس رسول اللّه صلى الله عليه و آله على المنبر يوم الجمعة فإذا نزل أقام ثم كان كذلك في زمن أبي بكر وعمر (سنن النسائي : ج ۳ ص ۱۰۱) .

4.راجع : نفس العنوان (الهامش ۱ و ۲) .

5.«... فلمّا كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء (صحيح البخاري : ج ۱ ص ۳۰۹ ح۸۷۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4756
صفحه از 544
پرینت  ارسال به