العظمى من الرواة والفقهاء ۱ ، ولذلك فقد كانوا يسمّونه الأذان الأوّل . وممّا يجدر ذكره أنّ هذا الأذان سمِّي الأذان الثاني أيضاً ، لأنّه باعتبار ظهوره بعد الأذان الأصليّ وبعد النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله بسنوات . وعلى هذا الأساس فقد اُطلق على هذا الأذان المضاف الأذان الثالث ، أو النداء الثالث أيضا ، استناداً إلى إطلاق الأذان على الإقامة تغليبا ، أو لأنّه هو أيضاً نوع من الإعلام والأذان والنداء .
ولم ترو الروايات التاريخيّة والحديثيّة دليلاً من قبل مبدع هذا الأذان الإضافي ، وإنّما اكتفت بالقول إنّ هذه الأضافة كانت عند ازدياد الناس وابتعاد بيوتهم . ولعلّ من الممكن القول استناداً إلى ما ذكر وكذلك مكان هذا الأذان الذي كان خارج المدينة ، أو في الزوراء في سوق المدينة حسب أقوال الكثيرين ۲ ، إنّ عثمان كان يريد من هذا الأذان المبكّر ، أن يُعلم المسلمين الساكنين في أطراف المدينة والأماكن البعيدة عن مسجد النبي صلى الله عليه و آله بقرب وقت صلاة الجمعة ؛ كي يتهيّؤوا ويجيؤوا إلى المسجد ويكونوا فيه منذ بداية الخطبتين ويصغوا إلى كلام الخليفة ۳ . وهو نفس الأمر الذي دفعه إلى تقديم خطبتي صلاة العيد ؛ ذلك لأنّ الناس كانوا يعترضون على أعمال عثمان وسيرته ولم يكونوا يعيرون أهمّية لكلامه .
ومما يعزز هذا الاحتمال ، زمان حدوث هذا العمل . ذلك لأنّ روايات
1.وصلنا قول عن ابن إدريس الحلي والتركماني أيضاً ، نقلاً عن العلامة الأميني يظهر أنّه اعتبر هذا الأذان المضاف بعد الأذان الأصلي ، ووقته بعد الخطبتين ونزول إمام الجمعة : «ولا يجوز الأذان بعد نزوله مضافاً إلى الأذان الأوّل الذي عند الزوال ، فهذا هو الأذان المنهي عنه» (السرائر : ج ۱ ص ۲۹۵ وراجع : الغدير : ج ۸ ص ۱۲۶ وكشف الرموز : ج ۱ ص ۱۷۶) . أمّا الشهيد الأوّل فإنّه يعتبر هذا الرأي غريباً (البيان : ص ۱۰۶) .
2.كانت الزوراء ، دار عثمان في سوق المدينة (راجع : مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۴۳۴ ومعجم البلدان : ج ۳ ص ۱۵۶) . ولكن البعض مثل العلامة الأميني اعتبروها مجاورة لمسجد النبي صلى الله عليه و آله نقلاً عن قاموس اللغة وتاج العروس (الغدير : ج ۸ ص ۱۲۸) .
3.راجع : المصنف لعبدالرزاق : ج ۳ ص ۲۰۶ ح ۵۳۴۲ .