413
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

حَتّى تَنسَلِخَ مِنَ الإِسلامِ وتَدخُلَ فِي العَمى وَالتَّلَدُّدِ ۱ وَالتَّكَسُّعِ ۲ . ۳

۶۱۶۱.عنه عليه السلام :إنَّهُ سَيَأتي عَلَيكُم مِن بَعدي زَمانٌ لَيسَ في ذلِكَ الزَّمانِ شَيءٌ أخفى مِنَ الحَقِّ ، ولا أظهَرَ مِنَ الباطِلِ ، ولا أكثَرَ مِنَ الكَذِبِ عَلَى اللّهِ تَعالى ورَسولِهِ صلى الله عليه و آله . ولَيسَ عِندَ أهلِ ذلِكَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الكِتابِ إذا تُلِيَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، ولا سِلعَةٌ أنفَقَ بَيعا ولا أغلى ثَمَنا مِنَ الكِتابِ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ . ولَيسَ فِي العِبادِ ولا فِي البِلادِ شَيءٌ هُوَ أنكَرَ مِنَ المَعروفِ ، ولا أعرَفَ مِنَ المُنكَرِ ولَيسَ فيها فاحِشَةٌ أنكَرَ ولا عُقوبَةٌ أنكى مِنَ الهُدى عِندَ الضَّلالِ في ذلِكَ الزَّمانِ . فَقَد نَبَذَ الكِتابَ حَمَلَتُهُ ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ ... .
فَالكِتابُ وأهلُ الكِتابِ في ذلِكَ الزَّمانِ طَريدانِ مَنفِيّانِ ، وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ في طَريقٍ واحِدٍ لا يُؤويهِما مُؤوٍ ... فَالكِتابُ وأهلُ الكِتابِ في ذلِكَ الزَّمانِ فِي النّاسِ ولَيسوا فيهِم ، ومَعَهُم ولَيسوا مَعَهُم ، وذلِكَ لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدى وإنِ اجتَمَعا . وقَدِ اجتَمَعَ القَومُ عَلَى الفُرقَةِ ، وَافتَرَقوا عَنِ الجَماعَةِ ... كَأَنَّهُم أئِمَّةُ الكِتابِ ولَيسَ الكِتابُ إمامَهُم . لَم يَبقَ عِندَهُم مِنَ الحَقِّ إلَا اسمُهُ ، ولَم يَعرِفوا مِنَ الكِتابِ إلّا خَطَّهُ وزَبرَهُ ۴ ... ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحينَ كُلَّ مُثلَةٍ وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَى اللّهِ فِريَةً ۵ ، وجَعَلوا فِي الحَسَنَةِ العُقوبَةَ السَّيِّئَةَ . ۶

1.اللُّدَدُ : الخصومة الشديدة ، والتلدُّدُ : التلفَّت يمينا وشمالاً تحيّرا (النهاية : ج ۴ ص ۲۴۵ «لدد») .

2.في بحار الأنوار : «التسكُّع» بدل «التكسُّع» . وتَكَسَّعُوا : أي تأخّروا عن الجواب ولم يردّوا (النهاية : ج ۴ ص ۱۷۳ «كسع») والتسَكُّعُ : التمادي في الباطل (النهاية : ج ۲ ص ۳۸۴ «سكع») .

3.الغيبة للنعماني : ص ۱۴۳ ح ۳ عن عمرو بن سعد ، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۷۱ ح ۳۱ .

4.الزَّبْرُ : الكتابَةُ (الصحاح : ج ۲ ص ۶۶۷ «زبر») .

5.الفريَةُ : الكِذْبَةُ (النهاية : ج ۳ ص ۴۴۳ «فرا») .

6.الكافي : ج ۸ ص ۳۸۷ ح ۵۸۶ عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۶۶ ح ۳۴ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
412

تَعالى : «فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِى الْقُرْبَى وَ الْيَتَـمَى وَالْمَسَـكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ» فينا خاصَّةً «كَىْ لَا يَكُونَ دُولَة بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَ مَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَآكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَ اتَّقُواْ اللَّهَ» مِن ظُلمِ آلِ مُحَمَّدٍ «إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» ۱ لِمَن ظَلَمَهُم ، رَحمَةً مِنهُ لَنا وغِنىً أغنانَا اللّهُ بِهِ ووَصّى بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله ، ولَم يَجعَل لَنا في سَهمِ الصَّدَقَةِ نَصيبا ، أكرَمَ اللّهُ رَسولَهُ صلى الله عليه و آله وأكرَمَنا أهلَ البَيتِ أن يُطعِمَنا مِن أوساخِ النّاسِ ، فَكَذَّبُوا اللّهَ وكَذَّبوا رَسولَهُ وجَحَدوا كِتابَ اللّهِ النّاطِقَ بِحَقِّنا ، ومَنَعونا فَرضا فَرَضَهُ اللّهُ لَنا ، ما لَقِيَ أهلُ بَيتِ نَبِيٍّ مِن اُمَّتِهِ ما لَقينا بَعدَ نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله ، وَاللّهُ المُستَعانُ عَلى مَن ظَلَمَنا ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۲

۶۱۵۹.الإمام علي عليه السلامـ في ذَمِّ الطّالِبينَ بِدَمِ عُثمانَ ـ: يَرتَضِعونَ اُمّا قَد فَطَمَت ، ويُحيونَ بِدعَةً قَد اُميتَت . ۳

۶ / ۳

إخبارُ الإِمامِ عَلِيٍّ بِما يَقَعُ بَعدَهُ مِنَ البِدَعِ

۶۱۶۰.الإمام علي عليه السلام :فَوَالَّذي نَفسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ ، لا تَزالُ هذِهِ الاُمَّةُ بَعدَ قَتلِ الحُسَينِ ابني في ضَلالٍ وظُلمٍ وعَسفٍ وجَورٍ وَاختِلافٍ فِي الّدينِ ، وتَغييرٍ وتَبديلٍ لِما أنزَلَ اللّهُ في كِتابِهِ ، وإظهارِ البِدَعِ ، وإبطالِ السُّنَنِ ، وَاختِلالٍ وقِياسِ مُشتَبِهاتٍ ، وتَركِ مُحكَماتٍ ،

1.الحشر : ۷ .

2.الكافي : ج ۸ ص ۵۸ ح ۲۱ ، الإحتجاج : ج ۱ ص ۶۲۶ ح ۱۴۶ عن مسعدة بن صدقة وليس فيه صدر الحديث إلى «من اللّه الحسنى» ، كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۷۱۸ ـ ۷۲۳ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۳۵۴ ح ۳۳۷ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۵۴ ح ۳۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5186
صفحه از 544
پرینت  ارسال به