389
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

هُوَ ؟ وصَدَقوا ، تَرَكَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى البَيضاءِ ۱ لَيلُها مِن نَهارِها ، لَم يَظهَر فيهِم بِدعَةٌ ولَم يُبَدَّل فيهِم سُنَّةٌ ، لا خِلافَ عِندَهُم ولَا اختِلافَ .
فَلَمّا غَشِيَ النّاسَ ظُلمَةُ خَطاياهُم صاروا إمامَينِ : داعٍ إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى ، وداعٍ إلَى النّارِ ، فَعِندَ ذلِكَ نَطَقَ الشَّيطانُ ، فَعَلا صَوتُهُ عَلى لِسانِ أولِيائِهِ ، وكَثُرَ خَيلُهُ ورَجِلُهُ ، وشارَكَ فِي المالِ وَالوَلَدِ مَن أشرَكَهُ ، فَعُمِلَ بِالبِدعَةِ وتُرِكَ الكِتابُ وَالسُّنَّةُ ، ونَطَقَ أولياءُ اللّهِ بِالحُجَّةِ ، وأخذوا بِالكِتابِ وَالحِكمَةِ ، فَتَفَرَّقَ مِن ذلِكَ اليَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ وتَخاذَلَ وتَهادَنَ أهلُ الهُدى ، وتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ ، حَتّى كانَتِ الجَماعَةُ مَعَ فُلانٍ وأشباهِهِ ، فَاعرِف هذَا الصِّنفَ .
وصِنفٌ آخَرُ ، فَأَبصِرهُم رَأيَ العَينِ نُجَباءَ ، وَالزَمهُم حَتّى تَرِدَ أهلَكَ ، فَإِنَّ الخاسِرينَ الذَّينَ خَسِروا أنفُسَهُم وأهليهِم يَومَ القِيامَةِ ، ألا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ . ۲

۶۱۰۹.الإمام الباقر عليه السلام :أدنَى الشِّركِ أن يَبتَدِعَ الرَّجُلُ رَأياً فَيُحِبَّ عَلَيهِ ويُبغِضَ عَلَيهِ . ۳

۶۱۱۰.كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبي حمزة الثُّمالِيِّ :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : ما أدنَى النَّصبِ ؟ فَقالَ : أن يَبتَدِعَ الرَّجُلُ شَيئاً فَيُحِبَّ عَلَيهِ ويُبغِضَ عَلَيهِ . ۴

۶۱۱۱.معاني الأخبار عن الحلبي :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ما أدنى ما يَكونُ بِهِ العَبدُ كافِرا ؟ قالَ : أن يَبتَدِعَ شَيئا فَيَتَوَلّى عَلَيهِ ويَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ . ۵

1.البَيضاءُ : وصف الشريعة ـ الإسلامية ـ بكونها بيضاء نقيّة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۰۸ «بيض») .

2.الكافي : ج ۸ ص ۵۴ ح ۱۶، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۶۱ ح ۲ .

3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۳ ص ۵۷۲ ح ۴۹۵۵ ، ثواب الأعمال : ص ۳۰۷ ح ۳ ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۲۸ ح ۶۶۶ كلّها عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۰۴ ح ۴۳ .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۳ ص ۵۷۲ ح ۴۹۵۶ ، ثواب الأعمال : ص ۳۰۷ ح ۴ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۰۴ ح ۴۴ .

5.معاني الأخبار : ص ۳۹۳ ح ۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۰۱ ح ۳۳ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
388

مِمَّن عَصَمَ اللّهُ ، فَلَيسَ يَعرِفُ تَصَرُّفَ أيّامِها وتَقَلُّبَ حالاتِها وعاقِبَةَ ضَرَرِ فِتنَتِها إلّا مَن عَصَمَ اللّهُ ، ونَهَجَ سَبيلَ الرُّشدِ وسَلَكَ طَريقَ القَصدِ ، ثُمَّ استَعانَ عَلى ذلِكَ بِالزُّهدِ ، فَكَرَّرَ الفِكرَ وَاتَّعَظَ بِالعِبَرِ وَازدَجَرَ ، وزَهِدَ في عاجِلِ بَهجَةِ الدُّنيا ، وتَجافى عَن لَذّاتِها ، ورَغِبَ في دائِمِ نَعيمِ الآخِرَةِ وسَعى لَها سَعيَها ، وراقَبَ المَوتَ ، وشَنَأَ ۱ الحَياةَ مَعَ القَومِ الظّالِمينَ .
نَظَرَ إلى ما فِي الدُّنيا بِعَينٍ نَيِّرَةٍ حَديدَةِ البَصَرِ ، وأبصَرَ حَوادِثَ الفِتَنِ وضَلالَ البِدَعِ وجَورَ المُلوكِ الظَّلَمَةِ . فَلَقَد لَعَمرِي استَدبَرتُمُ الاُمورَ الماضِيَةَ فِي الأَيّامِ الخالِيَةِ مِنَ الفِتَنِ المُتَراكِمَةِ وَالاِنهِماكِ فيما تَستَدِلّونَ بِهِ عَلى تَجَنُّبِ الغَواةِ وأهلِ البِدَعِ ، وَالبَغيِ وَالفَسادِ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ . فَاستَعينوا بِاللّهِ وَارجِعوا إلى طاعَةِ اللّهِ ، وطاعَةِ مَن هُوَ أولى بِالطّاعَةِ مِمَّنِ اتُّبِعَ واُطيعَ . ۲

۶۱۰۸.الإمام الباقر عليه السلامـ في رِسالَتِهِ إلى سَعدِ الخَيرِ ۳ يَصِفُ فيهَا العُبّادَ وَالعُلَماءَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ الَّذينَ ساروا بِكِتمانِ الكِتابِ وتَحريفِهِ ـ: اُولئِكَ أشباهُ الأَحبارِ ۴
وَالرُّهبانِ ۵ ، قادَةٌ فِي الهَوى سادَةٌ فِي الرَّدى ، وآخَرونَ مِنهُم جُلوسٌ بَينَ الضَّلالَةِ وَالهُدى ، لا يَعرِفونَ إحدَى الطّائِفَتَينِ مِنَ الاُخرى ، يَقولونَ : ما كانَ النّاسُ يَعرِفونَ هذا ، ولا يَدرونَ ما

1.شَنَأهُ : أبغضه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۹ «شنأه») .

2.الكافي : ج ۸ ص ۱۵ ح ۲، الأمالي للمفيد : ص ۲ ح ۳۳ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي، تحف العقول : ص ۲۵۲، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۴۹ ح ۱۱ .

3.هو سعد بن عبد الملك الأُموي، ففي كتاب الاختصاص : ... عن أبي حمزة قال : دخل سعد بن عبد الملك على أبي جعفر عليه السلام ، فبينا ينشج كما تنشج النساء، قال : فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما يبكيك يا سعد؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن؟! فقال له : لست منهم أنت اُمويُّ منّا أهل البيت، أما سمعت قول اللّه عز و جل يحكي عن إبراهيم عليه السلام : «فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى» . (معجم رجال الحديث : ج ۸ ص ۹۶) .

4.الأحبارُ : وهم العلماء، جمع حَبْر وحِبْر (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۸ «حبر») .

5.الراهِبُ : واحد رُهبان النصارى، والتَرهُّبُ : التعبُّد (الصحاح : ج ۱ ص ۱۴ «رهب») .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5327
صفحه از 544
پرینت  ارسال به